الحرب الهجينة حيث يلتقي الذكاء بالقوة ويخضع العملاق لصغير العزم
في زمنٍ اعتقدت فيه الجيوشُ التقليدية أن القوةَ تُقاس بالأرقام، وأن السيطرة تحدّدها الدبابات والطائرات والصواريخ، ظهرت الحرب الهجينة لتقلب الموازين رأسًا على عقب.. لقد كشفت معركةُ “طوفان الأقصى” أن كَيان الاحتلال -رغم كُـلّ ترسانته وتفوُّقه العسكري- لم يكن بمنأى عن ضربات الهجوم الذكي متعدِّد الأبعاد، الذي جمع بين المناورة الميدانية الدقيقة، والإرباك الإلكتروني، وتكتيكات الإعلام المقاوِم، واستراتيجيات الضغط السياسي والدبلوماسي؛ فسلب الاحتلال القدرةَ على الحسم، وأثبت أن القوةَ الذكيةَ قادرةٌ على هزيمة العملاق التقليدي، مهما علا شأنُه.
الأبعاد الميدانية: القوةُ المرنة تهزمُ الثقلَ التقليدي
في أرض المعركة، لم تعد القدرةُ على الحشد العددي أَو التفوق المدفعي ضَمانًا للنصر.
فقد أظهرت المقاومة كيف يمكن لقوة صغيرة – متحَرّكة ومتقنة – أن تحاصر الجيش الأكبر، وتحول نقاط قوته إلى نقاط ضعف، مستخدمةً التضاريس، واختراق الخطوط الخلفية، وشن ضربات مركزة على أهداف حيوية لم تكن في الحسبان التقليدي للعدو.
لقد أصبحت المرونة الميدانية والقدرة على المناورة التكتيكية حجر الأَسَاس في الحرب الهجينة، حَيثُ يتحول الجنود إلى سحرة على رقعة الشطرنج العسكري، يحركون القطع الضخمة دون أن تدرك القوات الكبرى ما أصابها.
الأبعاد الإلكترونية والاستخبارية: السيطرة على المعلومة تعني السيطرةَ على المعركة
لم تعد الحرب اليوم تقتصر على الأرض والسماء، بل امتدت إلى شبكات العدوّ الرقمية والمعلوماتية.
فقد أرهقت الهجمات الإلكترونية أجهزة القيادة والسيطرة، وزرعت القلق والارتباك، وجعلت من المعلومة سلاحًا أقوى من أي صاروخ أَو دبابة.
لقد أضحى الوعي الرقمي جزءًا لا يتجزأ من التكتيك العسكري؛ ففرض مفهومًا جديدًا: من يسيطر على المعلومة، يسيطر على التحَرّكات، والتحَرّكات الصغيرة تصنع الانتصارات الكبرى.
الأبعاد الإعلامية والمعنوية: حربُ الوعي تُسقِطُ الجيوش قبل أن تصل الساحة
لم يعد الإعلام مُجَـرّد مرافق للمعركة، بل صار جبهة قتالية قائمة بذاتها.
ففي “طوفان الأقصى”، لم يكتفِ الإعلام المقاوم بنقل الأحداث، بل أدار المعركة النفسية والمعنوية ضد العدو: كشف الأكاذيب، ورفع الروح المعنوية للمقاتلين، وأربك الرأي العام العالمي ضد القوة المعتدية.
هنا، يصبح البيان والإذاعة والصورة والفيديو أدوات تكتيكية تُقحم
ارسال الخبر الى: