الجاوي مشكلة سلطة صنعاء تكمن في محاولة فرض أيديولوجيتها جنوبا

يمنات
قال القيادي في الحراك الجنوبي، أزال الجاوي، إن المعضلة الأساسية لدى سلطة صنعاء (الحوثيين) تكمن في التعامل مع ملفّ “تحرير الأراضي اليمنية الواقعة تحت سيطرة مكوّنات الشرعية”، وتحديدًا في الجنوب.
وأوضح الجاوي على حسابه في إكس أن تلك المعضلة تتمثل في تسويق مشروعهم الأيديولوجي ومحاولتهم فرضه جنوبًا دون مراعاة الفوارق التاريخية والثقافية والمذهبية والاجتماعية، ورفضهم المطلق التعاطي مع حاملٍ سياسيٍّ جنوبيٍّ يتبنّى فكرة المقاومة ضمن مشروع سياسي واضح.
ومع ذلك، وصف أنصار الله (الحوثيين) بأنهم ليسوا حركةً غبيةً أو بطيئة الحركة، ولا يفتقرون إلى البراغماتية في التعاطي السياسي كما يزعم خصومهم؛ لافتًا إلى أن قيادتهم تتسم بالذكاء والدينامية، لكنها حبيسة أيديولوجيتها، على عكس خصومهم.
واعتبر الجاوي على حسابه في إكس أن قيادة سلطة صنعاء عمدت إلى تفتيت وإضعاف كل المكوّنات السياسية الجنوبية التي كان يمكن أن تشكل حاملاً سياسيًا، مثل: المجلس الأعلى للحراك السلمي، وملتقى التصالح والتسامح، والمكوّن الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار، وغيرها من المكوّنات التي كان يمكن البناء عليها.
وأضاف: «لكنهم فضلوا التعاطي الأمني واللوجستي مع أفراد، أو تدجين تلك المكوّنات حتى الإضعاف التام، لصالح مشروعهم الخاص».
ورأى أن هذا التعاطي أدى إلى فشل متكرر — وربما متعمّد — في تحرير تلك المناطق.
وتابع: «اليوم يُثار الحديث عن تأسيس ما يُسمّى بـ«المقاومة» بقيادة الضابط أمجد خالد، المقيم في صنعاء بحسب ما يُقال، وبنفس النمطية السابقة».
واوضح الجاوي أن تلك النمطية تقوم على استخدام السلاح لأعمال أمنية ولوجستية بدون برنامج سياسي أو عقل مدبّر، وفق منطقٍ مفاده: “أعِرنا بندقيتك وألقِ عقلك جانبًا”.
وأشار الجاوي إلى أن ما لم تدركه سلطة صنعاء هو أن هذه التجربة ليست مجرد تكرار لأسلوبهم منذ تولّيهم السلطة، بل إعادة تاريخية لنهج النظام السابق، وقد تمتد جذورها إلى حقب أقدم.
وأكد أن المشكلة ليست فقط في تكرار الفشل، بل في استهلاك الفرص وإحراقها، حتى يصبح الممكن اليوم مستحيلًا غدًا.
كما رأى أن «تحرير الجنوب» لن يتحقق إلا عبر مشروع سياسي واضح يستوعب تعقيدات القضية
ارسال الخبر الى: