الثلوج تعزل مخيمات إدلب ونازحون يواجهون البرد القارس بلا دعم
لم تكن العاصفة الثلجية التي ضربت مخيمات شمال غربي سورية فجر اليوم الأربعاء، مجرد منخفض جوي عابر، بل كشفت مرة أخرى هشاشة حياة مئات آلاف النازحين الذين يعيشون في خيام لا تقيهم حرّ الصيف ولا تمنع عنهم برد الشتاء. ومع تساقط الثلوج بكثافة وتحول الطرقات إلى مستنقعات من الوحل، أصبحت عشرات المخيمات في عزلة شبه كاملة، وسط غياب أي استجابة إنسانية طارئة.
في شمال إدلب، حيث تنتشر مخيمات النزوح العشوائية، تحوّل الشتاء إلى تهديد مباشر للحياة، مع تضرر آلاف الخيام، وانعدام شبه كامل لوسائل التدفئة، وتفاقم الأوضاع الصحية، في ظل شعور النازحين بأنهم تركوا لمصيرهم في مواجهة الطبيعة القاسية. وتقول مريم الشامان، وهي نازحة من ريف معرة النعمان وتقيم في أحد مخيمات دير حسان، إن الخيام لا تصمد أمام الطقس السيئ، البرد يتسلل إلى الأجساد ويترك الصغار دون نوم، والثلج زاد الوضع سوءا. وتضيف في حديث لـالعربي الجديد أنها اضطرت وأسرتها لقضاء الليلة في منزل الجيران المبني من الطوب، لافتة إلى أنهم لا يملكون مازوتاً ولا حطباً، وكل ما يفعلونه هو لف الأطفال بالأغطية القديمة.
وتتابع الشامان أن مشاهد الخيام الغارقة بالمياه باتت مألوفة في المخيمات، حيث لا بنية تحتية لتصريف مياه الأمطار، والطرقات الترابية تتحول إلى أوحال تعيق الحركة، وتمنعنا حتى من جلب الخبز والاحتياجات الأساسية، ومع كل عاصفة، تترسخ معادلة قاسية، الخيمة أضعف من الثلج، والنازح لا يقوى على الانتظار.
ولم تقتصر آثار العاصفة الثلجية على المأوى، بل امتدت سريعاً إلى الواقع الصحي المتدهور أصلاً، عبر ملاحظة زيادة حالات التهابات الجهاز التنفسي، والربو، والالتهاب الرئوي، والأنفلونزا، إضافة إلى أمراض معوية وهضمية ناتجة عن تلوث المياه وسوء الصرف الصحي.
السبعيني يحيى العبود، وهو نازح يقيم في أحد مخيمات ريف إدلب الشمالي، يقول إن معاناته مع الربو تفاقمت هذا الشتاء، ويوضح لـالعربي الجديد قائلاً: أعاني من الربو منذ سنوات، لكن المرض اشتد علي مع هذا البرد. الهواء البارد يدخل إلى الخيمة من كل الجهات، ولا أستطيع التنفس جيداً ليلاً،
ارسال الخبر الى: