البراغماتية السورية الناشئة وخطر اللعب مع الكبار

26 مشاهدة

من موسكو إلى واشنطن ثم بكين.. عواصم كانت حتى الأمس القريب معادية بشدة للرئيس السوري أحمد الشرع وسلطته: الأولى وطدت حكم بشار الأسد بقوة السلاح، وأجبرت الثوار المسلحين، بما فيهم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الانضواء في محافظة إدلب، فيما كانت بكين الوصيف الداعم لموسكو في مجلس الأمن ضد أي تحرّك مضاد لنظام الأسد. ولم تكتف واشنطن بغض الطرف عن التحرّك العسكري في سورية منذ عام 2016، بل وضعت هيئة تحرير الشام، وأبو محمد الجولاني/ أحمد الشرع، على قائمة المنظّمات والشخصيات الإرهابية.

جاءت زيارتا الرئيس أحمد الشرع موسكو وواشنطن، ثم زيارة وزير الخارجية أسعد الشيباني بكين في إطار براغماتية تستعين بالجغرافيا السياسية لسورية، التي يرغب الشرع في تحويلها إلى ساحة تتلاقى فيها دول من الشرق والغرب ما تزال المصالح فيما بينها تتباعد أكثر مما تتلاقى. غير أن البرغاماتية كما بينت تجارب عالمية عديدة سيف ذو حدين، فإما أن تكون مجرّد تكتيك يستفيد من توافقات المصالح الإقليمية والدولية بقدر ما يستفيد من تناقضاتها، أو أن تنتهي البراغماتية إلى نوع من الاستسلام لموازين القوة، وبالتالي تنتهي إلى خسائر استراتيجية كبرى.
قبل زيارة الشرع واشنطن كان يسود الاتجاه الثاني في النظر إلى سياسة سورية الخارجية، في ظل تسريبات سياسية وإعلامية عن قرب التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، لا يكون فيه مصير الجولان المحتل واضحا. ومع انتهاء الزيارة وعدم الإعلان عن اتفاق مع إسرائيل، ثم إعلان وسائل إعلام عبرية أن المفاوضات بين سورية وإسرائيل فشلت، بدا واضحا أن البرغاماتية السياسية السورية تسير في طريقها الصحيح، وتميز بين ما هو متغير وما هو ثابت غير قابل للتفاوض.
ثلاثة ملفات رئيسية ما تزال تلقي بظلالها على حكم الشرع ،وتَحُول دون انتقال سورية إلى مرحلة الاستقرار الحقيقي وإعادة بناء الدولة: العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يريد اتفاقا مع سورية وفق شروطه الاستسلامية في وقتٍ ما يزال يتلاعب بالجغرافيا السورية، محاربة الإرهاب وإيران وحزب الله، مع ما يتطلب ذلك من إجراء تطوير في القدرة العسكرية

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح