البحر الأحمر صيادون مفقودون منذ عام وعائلاتهم تتمسك بالأمل

على شاطئ البحر في مديرية الخوخة- جنوب محافظة الحديدة، يجلس الصياد المعتزل سامي محمد غالب كل صباح، يحدق في الأفق منتظرًا ولده مازن الذي فُقد قبل أكثر من عام مع ثمانية صيادين آخرين، حين اختفى القارب الذي كانوا على متنه في رحلة صيد اعتيادية أثناء ذروة التوتر العسكري في هذه المنطقة البحرية.
يحمل سامي صورة ابنه بيديه المنهكتين، يسأل العائدين من البحر عن أي خبر، يقترب من المراكب الواصلة من عرض البحر، يسأل البحارة واحدًا تلو الآخر، ثم يعود كل مساء بالجواب نفسه: لا جديد، ومع ذلك، لم يفقد الأمل، يحدث نفسه بأن البحر الذي أخذه قد يعيده إليه يومًا ما فلا يمل من الإلحاح بالسؤال يوميًا.
يقول سامي لوكالة 2 ديسمبر: منذ أكثر من عام وأنا أعيش على أمل أن يعود ابني مازن. البحر كان رزقنا وملاذنا، لكنه اليوم صار مصدر خوفٍ ووجع. لا نريد سوى أن نعرف أين أبناؤنا، هل هم أحياء أم ابتلعهم البحر؟، مضيفًا، بمرارة: نحن ضحايا لا ناقة لنا ولا جمل فيما يحدث.
تحول البحر الأحمر، الذي كان مصدر رزقٍ لأبناء الساحل الغربي، إلى ساحة صراعٍ مفتوحة منذ أن وجهت إيران المليشيا الحوثية ببدء هجماتها على السفن التجارية، خدمة لأجندتها بذريعة مناصرة غزة، ما استدعى انتشار البوارج والسفن الحربية الدولية في الممر المائي لحماية الملاحة.
تلك التوترات جعلت البحر ميدانًا محفوفًا بالمخاطر، إذ استخدمت المليشيا قوارب صيد مدنية في تنفيذ عملياتها الإرهابية، ما جعل الصيادين هدفًا دائمًا للاشتباه من قِبل القطع البحرية المنتشرة في البحر الأحمر.
يقول مصدر في قوات خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر لوكالة 2 ديسمبر؛ إن البلاغات الموثقة لديهم من قِبل الأهالي والصيادين أظهرت فقدان نحو 40 صيادًا منذ بدء عملية حارس الازدهار التي تقودها القوات الدولية لحماية الملاحة، ولا يزال مصيرهم مجهولًا حتى اليوم.
عائلات هؤلاء الصيادين تعيش حالة انتظارٍ طويلة، تتأرجح بين الأمل والخوف، لا تعرف شيئًا عن مصير أبنائها؛ وبينما يحاول البعض التمسك بخيط الأمل، يضطر آخرون إلى مواجهة
ارسال الخبر الى: