عاجل الأرصاد تحذر من ضباب كثيف يحجب الرؤية تماما هل أنت في المناطق الخطيرة

في ظرف 24 ساعة، تحولت 75% من السواحل اليمنية إلى منطقة ضباب كثيف يحجب الرؤية تماماً, حيث أعلنت الأرصاد الجوية اليمنية حالة تأهب قصوى مع تشكل جدار ضبابي كثيف على امتداد آلاف الكيلومترات. السائقون على الطرق الجبلية يقودون اليوم وكأنهم معصوبو الأعين، وكل دقيقة تأخير في اتخاذ احتياطات السلامة قد تكلف أرواحاً.

المشهد المرعب يتكشف تدريجياً مع انخفاض الرؤية إلى أقل من 50 متر في بعض المناطق - أقل من طول ملعب كرة قدم! أحمد السائق، 45 عاماً، الذي يقطع يومياً 200 كم بين صنعاء والحديدة، يروي بصوت مرتجف: لم أعد أرى الطريق أمامي، كأنني أقود في نفق مظلم. صفير الرياح بين الجبال وقطرات المطر الخفيفة على زجاج السيارات تخلق سيمفونية مخيفة تصاحب رحلة الخطر.

خلف هذا المشهد الدراماتيكي يكمن تفاعل معقد بين الرطوبة العالية والتضاريس الجبلية المتنوعة، حيث تتحرك الكتل الهوائية الرطبة من البحار المحيطة لتصطدم بالجبال وتخلق هذا الحائط الرمادي الكثيف. د. فاطمة الأرصادية، خبيرة الطقس التي تحذر منذ يومين، تؤكد: توقعاتنا دقيقة، والوضع الجوي الحالي يتطلب أقصى درجات الحذر. الظاهرة شبيهة بموجة الضباب الكثيف في شتاء 2019 التي شلت الحركة لأيام، لكن الخبراء يتوقعون تحسناً تدريجياً خلال 48-72 ساعة.

التأثير يمتد إلى قلب الحياة اليومية حيث تشهد الطرق تعطلاً جزئياً وزيادة في أوقات السفر تصل إلى الضعف، بينما يرقص قلب علي المزارع فرحاً وهو يقول: ننتظر هذه الأمطار منذ شهور، ستنعش أراضينا الجافة. التناقض صارخ: ما يخيف السائقين يبشر بالخير للمزارعين. احتمالية الحوادث تزيد ثلاثة أضعاف في ظروف الضباب الكثيف، بينما تبشر الأمطار المتفرقة بانتعاش القطاع الزراعي وتحسن المخزون المائي.

في مواجهة قوة الطبيعة هذه, تبقى السلامة هي الأولوية القصوى مع ضرورة تجنب السفر غير الضروري واتباع تعليمات السلطات. الطبيعة تذكرنا اليوم أنها سيدة الموقف، والحكمة تكمن في التعامل معها بالاحترام والحذر المطلوبين. السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن مستعدون للتعامل مع قوة الطبيعة بالحكمة المطلوبة؟