الأردن في زمن الغليان حذار من دعسة ناقصة
46 مشاهدة

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
بلا أسباب موجبة شهدت الحياة السياسية والبيئة الإعلامية الأردنية تسخيناً بدا مفتعلاً، ثم ارتفعت النبرة حول الانتماء الأردني أو الفلسطيني. ثم بادرت الأجهزة إلى الإعلان عن ضبط خلية أَعدت بنية تحتية وتدربت على صناعة المتفجرات والصواريخ والمسيرات. وعلى أثر الإعلان ثارت حملات التطاول والتشكيك والاتهامات، وجرت محاولات لتصوير الأمر على أنه مؤامرة حمساوية وإخوانية تقف خلفها إيران وحزب الله لتنفيذ اعتداءات على الدولة والأسرة والاستقرار الأردني.
اكمِلَت الرواية بإعلانات عن قبض الأمن اللبناني على مجموعات حمساوية في المخيمات، على صلة بالخلية الأردنية. سرعان ما تبددت الرواية وسُحبت من التداول الإعلامي، واقتصرت التسريبات القليلة على ربط حملة الأمن اللبناني بقضية الصواريخ مجهولة الأب والأم.
حاول البعض الإيحاء بأنَّ الحملة مطلوبة من الأمريكي والإسرائيلي، لتفكيك حزب الله وسلاح مخيمات لبنان والقضاء على الفصائل، وذُكِر في السياق أنَّ من بين أهداف زيارة أبو مازن لدمشق تفويض لطرد الفصائل والناشطين الفلسطينيين من سورية، وتصفية المخيمات وتأمين ملاذات لمئات الآلاف من غزة، ولاحقاً من الضفة وفلسطين الـ٤٨.
تبددت سريعاً الرواية الرسمية، ولم يصدق أحد كذبة أنَّ الخلية كانت تستهدف الأردن والاستقرار فيه، واتضحت الأمور جليَّة بأنها تُعِد لنصرة أهل الضفة وإسنادهم. وفي هذا خدمة جليلة للأردن وتأمين وحماية من مؤامرة تحويله إلى الوطن البديل، وترحيل الفلسطينيين إليه، وهذا ما يشكل الخطر الأساسي الذي يهدده كياناً ونظاماً ومجتمعاً وأسرةً وحكومة.
بات التفسير المنطقي أنها حملة من الدولة، لإعادة ضبط وتقييد الحركة السياسية، ومحاصرة الإخوان المسلمين، والبيئة التي استثمرت بالتعاطف الكبير للأردنيين مع غزة والضفة، واستشعار المجتمع المخاطر التي تتهدد الكيان والنظام والشعب.
نظم سايكس بيكو فقدت وظائفها وتنفجر على نفسها! والأردن أهمها