استشهد وهو يجهز لفرح شقيقته العروس فأصبح هو العريس

147 مشاهدة

عريس السماء

اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

لم يكن صباح الأحد في مخيم الشاطئ كأي صباح.. كان بيت عائلة العمودي غارقًا في أجواء من البهجة الممزوجة بالتوتر الجميل الذي يسبق الأفراح.. فرح فلسطيني بطعم الحذر، محاط بقلق الغارات وخوف الأمهات، الزينة تملأ الجدران، فساتين النساء والأطفال معلقة على الحبال، وصوت أم العروس يعلو وهي تراجع التفاصيل الصغيرة بدقة: هل وصلت الحلوى؟ هل اتصلتم بالكوافيرة؟ هل فرشوا القاعة جيدًا؟

أما محمد أشرف العمودي، ابنها البكر، فكان أكثر الناس فرحًا في هذا اليوم.. كان يعدّ الدقائق التي تفصله عن رؤية شقيقته بثوبها الأبيض.. يطوف بين البيوت يوزع الدعوات، راقب العمال وهم يعلّقون الفوانيس عند مدخل الزقاق، وابتسم لكل طفل مرّ من أمامه.. بدا وكأنه يحمل الفرح بين يديه، ويحرص على توزيعه بالتساوي على وجوه الجميع.

تفاصيل القصة

وعند الظهيرة، في يومٍ مشمس من أيام غزة التي نادراً ما تعرف الطمأنينة، وبين أزقة مخيم الشاطئ، كان محمد أشرف العمودي يركض في كل اتجاه، يوزّع الابتسامات، يضبط التفاصيل الأخيرة لحفل زفاف شقيقته.. كان قلبه يخفق فرحًا، وهو يرى البيت يزدان بالألوان، والزغاريد تملأ المكان استعدادًا ليوم العمر.

خرج محمد إلى الشارع ليتأكد من تجهيزات الزفاف.. أوقف أحد المارة ليعطيه توجيهات عن ساعة الانطلاق، ووقف يتحدث مع أحد الجيران عن ترتيبات الزفة، لم يكن يعلم أن طائرات الاحتلال كانت تراقب المشهد من السماء، تبحث عن أي نبض للحياة… لتطفئه.

لم يكن يدري أن “عمره” سيتوقف هناك، في نفس اللحظة التي كان يتحسس فيها فوانيس الزينة على باب البيت، ويراجع قائمة الحلويات التي ستوزع على الجيران.. لم يكن يدري أن الطائرات التي اعتادت سماء غزة أن تئن من أزيزها، ستختطفه قبل أن يرى أخته بثوبها الأبيض.. ويلبس هو الثوب البيض.

في لحظة خاطفة، دوى الانفجار.. اهتزت الأرض، تناثرت الشظايا صرخات، غبار، وارتباك، سقط محمد.. شهيدًا، وسط الشارع الذي شهد ضحكاته منذ الطفولة، تمامًا أمام منزلهم.. سقط مصابًا إصابة مباشرة في الرأس لم يُنقَل إلى المستشفى، لم

ورد هذا الخبر في موقع وكالة الصحافة اليمنية لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح