وثائق سرية تكشف خطة مارشال إيرانية في سوريا
66 مشاهدة
صدى الساحل - متابعات
كشفت وثائق سرّية حصلت عليها وكالة رويترز من مبنى السفارة الإيرانية المنهوبة في دمشق أن طهران كانت تسعى إلى بناء نفوذ اقتصادي وسياسي وثقافي واسع في سوريا، مستلهمة بذلك خطة مارشال الأميركية التي أعادت إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وفقاً للوثائق، رأت إيران في عملية إعادة إعمار سوريا فرصة استثمارية بقيمة 400 مليار دولار، تأمل من خلالها في ترسيخ ما سمته إمبراطوريتها الإقليمية. الوثائق شملت عقوداً ورسائل وخططاً للبنية التحتية كشفت الأهداف الإيرانية الاقتصادية والدينية في الداخل السوري. لكن هذه المخططات انهارت بشكل كامل مع سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024 على يد فصائل معارضة مدعومة إقليمياً، وفرار الأسد إلى روسيا، ما دفع القوات الإيرانية والشركات المرتبطة بالحرس الثوري إلى الانسحاب المتعجل من سوريا. نتيجة لذلك، توقفت مشاريع استراتيجية مثل محطة طاقة في اللاذقية بتكلفة 411 مليون يورو، وجسر سكك حديدية فوق نهر الفرات بقيمة 26 مليون دولار، بعضها دُمّر في غارات نفذها التحالف بقيادة واشنطن. وتشير الوثائق إلى أن إيران كانت تطالب بمبالغ لا تقل عن 178 مليون دولار مقابل مشاريعها المتعثرة. واستهدفت الخطة الإيرانية، التي قادها القيادي في الحرس الثوري، عباس أكبرى، تعويض كلفة الحرب، وفتح أبواب التجارة، وتعزيز النفوذ داخل نظام الأسد، لكنها اصطدمت بعقبات كبرى، من الفساد المستشري وضعف أداء الكوادر الإيرانية، إلى الأزمات المالية والعقوبات الدولية والتدهور الأمني. كما كشفت الوثائق أن شركات مثل مبنا وكابر وورلد تكبدت خسائر فادحة، فيما اقترح أكبرى في بعض مراسلاته التعاون مع مافيات الاقتصاد السوري لضمان تنفيذ المشاريع. ورغم أن إيران ضخت مليارات الدولارات في سوريا منذ 2011 على شكل قروض واستثمارات، إلا أن النظام السوري في نهاية المطاف فضّل منح العقود الكبرى إلى روسيا ودول عربية وأخرى أوروبية، ما عكس تراجعاً واضحاً في ثقة دمشق بطهران. سمح سقوط الأسد بعودة خصوم إيران الإقليميين إلى المشهد السوري، مثل إسرائيل وتركيا، ما شكل ضربة قوية لما يُعرف بـ محور المقاومة، كما تعرضت