هل إسقاط النظام الإيراني يخدم العرب أم يمهد للهيمنة الصهيونية
ليس من مصلحة أي دولة عربية أو إسلامية أن تقف إلى جانب الكيان الصهيوني في عدوانه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فنتائج هذا العدوان، إن تحقق هدفه بإسقاط النظام في طهران، ستطال أمن واستقرار المنطقة بأسرها، وسيكون المتضرر الأول هم العرب، لا إسرائيل.
القراءة الاستراتيجية للمشروع الصهيوني تكشف أنه لا يقف عند حدود العداء مع إيران أو تصفية القضية الفلسطينية، بل يتجاوز ذلك إلى مشروع توسعي أوسع يستند إلى معتقدات توراتية تزعم بامتداد “إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات، تشمل أراضٍ من نجد واليمن، وهو ما يجعل أي انهيار لدولة إقليمية كبرى كإيران، بمثابة إزالة حاجز دفاعي عن بقية الدول المجاورة.
الخلافات السياسية بين بعض الدول العربية وطهران حول النفوذ الإقليمي أو بعض الممارسات لا ينبغي أن تتحول إلى غطاء لتأييد العدوان الإسرائيلي. فذلك لا يخدم المصلحة العربية، بل يعزز موقع إسرائيل كقوة وحيدة متفوقة في الشرق الأوسط، ويمنحها ضوءًا أخضر لتوسيع نفوذها دون رادع.
لقد لعب الإعلام الغربي، المتحالف مع أجندات اللوبي الصهيوني، دورًا كبيرًا في “شيطنة” إيران وتصويرها كتهديد أكبر من إسرائيل على الأمن القومي العربي، رغم أن الوقائع على الأرض تثبت عكس ذلك، فالمشروع الصهيوني يهدد الجميع، دون استثناء ويكفي أن نتأمل موقف إسرائيل من صفقة طائرات F35 الأمريكية للإمارات – رغم كون الأخيرة من أوائل الدول المطبعة – حيث عارضت تل أبيب الصفقة بشدة، في دليل واضح على رفضها لأي توازن عسكري حتى مع الحلفاء المعلنين.
، ما يجري ليس صراعًا على ملف نووي فقط، بل معركة على مستقبل الشرق الأوسط برمته، والتعاطي العربي معها يجب أن يكون نابعًا من مبدأ المصلحة العليا لا من حسابات ضيقة أو خلافات وقتية.
ارسال الخبر الى: