أيوب التميمي حين تتحول سخرية الأم إلى صفعة على وجه المسؤول الغائب

يمنات
طه العامري
في منشورٍ له على منصة فيسبوك، أسقط زميلي أيوب التميمي معاناة شعبٍ طفح به الكيل من “مسؤولي الغفلة”، الذين أصبح الوصول إلى كوكب المريخ أكثر سهولة من الوصول إليهم، وأصبح مخاطبة مارك زوكربيرغ صاحب شركة “ميتا”، أو إيلون ماسك، أكثر سهولة من مخاطبة مسؤول يمني — لا فرق بين مسؤولي صنعاء أو مسؤولي عدن.
سرديةٌ ابتكرها زميلنا قرفًا من واقعٍ قائم، لكنه — تجنبًا لمزيدٍ من التهديد والوعيد — سلك مسلكًا بعيدًا عن المباشرة، فخاطب “والدته” وعجائز ونسوان القرية متسائلًا عن دوافعهن في إغلاق هواتفهن، فكان الرد أنهن أغلقن الهواتف خشية من “الاستهداف الإسرائيلي”..!
لكن دون أن يضع بدائل للتواصل والتعامل مع القضايا التي تحتاج لتدخل هؤلاء المسؤولين الذين يتحملون مسؤولية شعبٍ ووطن، لكنهم تجاهلوا مسؤولياتهم وحرصوا على حماية أنفسهم، وليذهب الناس وقضاياهم إلى الجحيم..!
أيوب جمع في مخاطبة “والدته” بين سخرية عبد الله بن المقفع وأبي العلاء المعري والجاحظ، وعمق أدب غوته الألماني، وتنكيـت فخر الدين الرازي، دون أن يغفل — بوعيٍ أو بدونه — السردية الكوميدية للكاتب الأمريكي هنري ميللر في روايته الجدي، التي تسببت بنفيه من وطنه أمريكا إلى جنوب فرنسا، حيث مات بعد أن تم إسقاط جنسيته الأمريكية وحرق كل أعماله وتحريمها في أمريكا.
في روايته الجدي شبّه ميللر أمريكا بـ”غانيةٍ يهودية”، ناسفًا كل القيم الليبرالية، واعتبرها مجرد “مأخورٍ يهودي”..!
أيوب لم يبتعد كثيرًا عن هؤلاء، لكنه اتخذ من مخاطبة “والدته” وإغلاقها لهاتفها مع نسوان القرية رافعةً لإيصال رسالته، لدرجة أنه صعب عليه الاطمئنان على “والدته”، وكان قلقه سيدفعه إلى تجشم السفر إلى القرية للاطمئنان عليها، قبل أن تستجيب له إحدى نساء القرية التي رنّ هاتفها، فذهبت تطلب من “والدة زميلنا” فتح هاتفها لأن ابنها يريد الاطمئنان عليها.
وفعلًا، فتحت هاتفها لكنها ردت على تساؤلاته بمنطقٍ غريب، قائلة إنها تخشى من “الاستهداف الصهيوني”..!
هنا بلغ الإسقاط ذروته في السردية، مجسدًا المثل الشعبي الشائع — مع الاعتذار طبعًا — “اخبط الوطاف يفهم الحمار”، والوطاف
ارسال الخبر الى: