أيام حاسمة سبقت يوم 26سبتمبر 1962م

تم تكليف القاضي الإرياني من قبل قيادة الضباط الأحرار بالسفر إلى تعز للتعاون مع الضباط هناك حين إندلاع الثورة في صنعاء كما ذكرنا سابقا . ذهب القاضي إلى ( المقام ) وتقدم بطلب بالسماح له بالسفر على الطائرة إلى تعز بسبب مرض ابنه الصغير ( وكان فعلا مريض ) حسب مذكرات الإرياني. البدر الذي كان متوجسا بل إنه قد وصل إلى شبه اليقين أن هناك عمل كبير يتم التجهيز له من قبل الضباط. تردد بالسماح للارياني بالسفر إلى تعز ولكنه عاد للموافقة واشترط أن تكون هذه الزيارة لمدة أربعة أيام فقط . وقد سافر الإرياني إلى تعز وظل هناك حتى قامت الثورة. . من جانب آخر فقد عكفت قيادة تنظيم الضباط الأحرار على وضع أهداف محددة لخطة الهجوم والاستيلاء على السلطة. فقد كان من الضروري أن يتم الاستفادة من التجارب السابقة . ولكي يستفيد التنظيم قدر الإمكان من قواته المحدودة لخوض معركة حاسمة في وضعية صعبة وغير متكافئة لذلك حدد تنظيم الضباط اهدافا أربعة للخطة .وهذه الأهداف كما وضحها العميد ( صالح الاشول )في مذكراته هي:
1-السيطرة على جميع المواقع الاستراتيجية في كل من صنعاء وتعز والحديدة وحجة
2-ضرب حصار محكم على مقر الإمام البدر (دار البشائر )
3-مواجهة الإمام البدر بالقوة واحتلال (دار البشائر )اذا رفض التسليم
4-اعتقال جميع العناصر الإمامية الرئيسية في المدن السالفة الذكر
ذكرنا سابقا ان البدر كان على يقين بقدوم الثورة . لهذا كان يكرر الأسئلة على كل من العميد الضبي وقائد حرسه الزعيم السلال ويخبرهم بما يصل إليه وأنه قرر أن يضرب ضربته سواء اجابوا عليه بما يؤيد شكوكه أو ينفيها.. فكان جواب السلال عليه بأن جميع أنصار عمه ( الحسن ) قد دخلوا إلى صنعاء ومعهم الأمراء الصغار من بيت حميد الدين ولذلك لم يبق معه (البدر ) غير أولئك الضباط والمشايخ الذين ربطوا مصيرهم بمصيرة . فكان جواب البدر للسلال والضبي أنتما المسؤلان عن هذا الكلام اذا حدث عكسه . ولن اتهاون
ارسال الخبر الى: