أمجد ناصر رحلة العودة إلى البدايات
صورٌ متعدّدة ترسمها سيرة أمجد ناصر، الذي قدّم مقترحاته الخاصة في الكتابة، في مرحلة شهدت تنظيرات متضادّة حول بنية القصيدة ومضامينها. تجربةٌ لا ينفصل فيها البعد الشخصي للشاعر الأردني (1955-2019)، الذي تنقّل بين منافٍ عدة، وبين خوضه مغامرات سردية متنوّعة ينظمها بحثٌ في الذاكرة وسؤال الواقع.
على وقع الندوة الاستذكارية التي أقامتها مؤسسة عبد الحميد شومان في عمّان، أمس السبت وتُختتم غداً الاثنين، بعنوان أمجد ناصر: طريق الشعر والسفر، وتضمنت خمس جلسات مكثفة، بدأت صورة جديدة أخرى تتجسد لـ الشاعر بعد رحيله، إذ جمعت تجربته أقلام النقد والتأويل والتفكيك، التي تنتمي إلى معاصريه وأصدقائه، ومجموعة من الأساتذة الجامعيين والنقاد المتخصصين، الذين تناوبوا على رسم صورة متعددة الجوانب ومليئة بالرؤى، حيث تصدر أوراقهم البحثية وشهاداتهم في كتاب مستقل تنشره المؤسسة قريباً.
سؤال قصيدة النثر
وسط حيوية ذكريات من عرفوه، والسجالات التي خاضها خلال حياته على مكانة قصيدة النثر، وقدرته على السرد داخل القصيدة، وعلى الشعرية داخل الرواية، وانتمائه إلى كتيبة الشعراء زمنَ حصار بيروت، ومن ثم انتقاله إلى لندن بعد حين، حيث بدأ يرى العالم الذي ينتمي إليه من منظار المنفى، تشكل وجه الفتى البدوي، الذي جازف بالتوجه إلى تجريب السرد والحكاية داخل قصيدة النثر، عبر استلهام الملحمي والتاريخي والحكائي فيها، حسب الناقد والكاتب صبحي حديدي، الذي عدّ تجربة أمجد ناصر فارقة ضمن جيله من الشعراء، عبر قدرته على تغيير شكل قصيدة النثر وما تحتمله من موضوعات. وهو ما شكل الدافع أيضاً إلى بداية استثنائية تستند إلى البحث عن ذاتٍ متميزة في عالم الشعر، أشار إليها الباحث والكاتب جمال مقابلة، إذ هي ذات تتجلى في التمرد على حطام الوصف الشعري، الذي أراد أمجد تجاوزه نحو تجربة خاصة تنتمي إلى الصدق في مواجهة الواقع وإعادة فتح باب الأسئلة وخلاصات التجارب بجرأة مع الذاكرة.
تصدر الأوراق البحثية والشهادات المقدّمة في كتابٍ قريباً
وهو ما يظهر أيضاً في شخصية أمجد كاتب المقال، الذي استطاع الحفاظ على ذات الشاعر والكاتب صاحب الرؤية في مقالاته
ارسال الخبر الى: