أزمة مياه خانقة في إدلب وسط تفاقم الجفاف

تشهد مناطق ريف إدلب الجنوبي، خصوصاً جبل الزاوية وخان شيخون، وريف إدلب الشرقي عموماً، أزمة أزمة مياه حادة، نتيجة انخفاض منسوب المياه الجوفية وتوقف العديد من الآبار عن العمل، وقد انعكس هذا التدهور بشكل مباشر على الحياة اليومية للسوريين هناك، وسط غياب أي حلول. ومع تراجع كميات المياه الجوفية، توقفت عشرات الآبار، الأمر الذي دفع السكان إلى البحث عن مصادر بديلة، لكن تكلفة نقل المياه عبر صهاريج ارتفعت بشكل كبير، وأصبحت عبئاً إضافياً على كاهل الأسر. ويضطر السكان إلى الانتظار لساعات طويلة لتعبئة غالونات أو شراء المياه بأسعار مرتفعة من صهاريج خاصة.

يقول أحمد المغلاج، من بلدة كفر عويد، لـالعربي الجديد: تفاقمت الأزمة بعدما عاد السكان إلى قراهم، وأصبح نقل المياه إلى مسافات قد تصل إلى 20 كيلومتراً مرهقاً ومكلفاً، خصوصاً في ظل شح الآبار وقلة المياه المتوفرة. أما محمود الإبراهيم، من بلدة احسم، وهو مالك سابق لإحدى الآبار التي جفّت، فقال لـالعربي الجديد: الحصول على المياه يتطلب تنسيقاً مسبقاً وانتظاراً طويلاً، بالتزامن مع ندرة واضحة حتى في المياه المخصصة للزراعة، ما أثّر سلباً على الإنتاج الزراعي المحلي.

القبار السوري... ثروة زراعية مهملة رغم أهميتها ومنافعها

وعانى الصيدلاني معتصم العبود، الذي يعيل أسرة من خمسة أفراد، صعوبةَ الحصول على مياه، خصوصاً أن معظم تلك المنقولة عبر صهاريج غير صالحة للشرب ولا تخضع لأي معايير صحية، وهو ما اضطره إلى استخدام هذه المياه للأغراض المنزلية فقط، وشراء مياه معقمة للشرب، فزادت أعباؤه المالية. وحذر من أن مياه الصهاريج قد تكون ملوثة بمياه الصرف الصحي وتحتوي على رواسب وروائح كريهة، وفق ما قال لـالعربي الجديد.

وتتفاقم المخاطر الصحية مع انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة، مثل التهاب الكبد، الكوليرا، التيفوئيد، التهاب الأمعاء، ما ينذر بكارثة وبائية في حال استمر غياب الاستجابة السريعة. وتشير تقديرات إلى جفاف نحو 20 بئراً في منطقة جبل الزاوية وحدها، في حين تعمل بعض الآبار الباقية بطاقة ضعيفة لا تكاد تكفي لتعبئة صهريج واحد