يتصاعد الموقف الشعبي المستنكر لدور ووظيفة المؤسسات الأممية يوما بعد آخر من عمر المذبحة الصهيونية الجارية بحق الشعب الفلسطيني في غزة الأمر الذي جعل الكثير من الحقوقيين والخبراء يعيدون النظر في تاريخ نشاط هذه المؤسسات كنوع من النقد أو حتى طرح رؤية جادة لتنفيذ قراراتها وضمن هذا الإطار نظمت مؤسسة الدراسات الفلسطينية مساء أمس الاثنين ندوة بعنوان دور الأمم المتحدة في الحرب على غزة بثت عبر زووم قدمها الباحث اللبناني غسان سلامة المستشار الخاص السابق للأمين العام لـالأمم المتحدة وحاورته فيها الباحثة الفلسطينية هالة الشعيبي انطلق سلامة في مقاربته من موقع مجلس الأمن الذي يبقى القرار فيه محتكرا ومصادرا وجرت فيه أربع محاولات لوقف إطلاق النار وكلها قد فشلت ولم تنجح إلا مع المرة الخامسة القرار رقم 2712 التي تقدمت فيها مالطا وهي عضو غير دائم لكن تبقى الجمعية العامة مصدر الخيبة الأكبر وفق سلامة على العلم أنه لا حق نقض في الجمعية ومجال تحرك الجانب الفلسطيني فيها أوسع من مجلس الأمن أما المؤسسة الثالثة وهي الأمانة العامة فصدر عن أمينها عبارة تفيد بأن عملية السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي لم تأت من فراغ فقامت الدنيا ولم تقعد واتهم بأنه معاد للسامية حالة غير صحية تعيشها المؤسسات الأممية تجعلنا نشك بمقولة المجتمع الدولي نفسها بالإجمال وعلى تعدد المؤسسات والهيئات لفت سلامة إلى أننا كعرب لنا تاريخ مع عدم تنفيذ القرارات الصادرة التي تبقى محافظة على مرجعيتها الحقوقية فقط وهذه الحالة غير الصحية تشاطرنا إياها دول كثيرة في أفريقيا وآسيا وليست حكرا على العرب وحدهم ومرد ذلك حسب الباحث إلى حالة المجتمع الدولي نفسه غير الصحية لدرجة أننا نشك فعلا بوجوده وإن كان هناك سعي في آخر سنتين لربط مجلس الأمن أكثر بـالجمعية العامة وشدد سلامة على ضرورة العمل في العواصم التي بدأ يطرأ تغير سلبي في مواقفها تجاه القضايا العربية مؤكدا في الوقت نفسه ما تشهده المدن الغربية من ظهور قطاعات شعبية وشبابية وفق ما تظهره استطلاعات الرأي على الأقل مناصرة للقضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق وعن إمكانية وجود قوات حماية دولية في غزة استبعد الباحث تنفيذ هذه الرؤية وبالتالي علينا النظر بدقة إلى نوع القوات المطلوبة والتصريحات الألمانية الأخيرة بهذا السياق وأي أعمال منوط بها يبقى الموضوع الأجدر بالمناقشة حسب صاحب المجتمع والدولة في المشرق العربي 1999 هو إيجاد تمويل لوكالات الإغاثة لأن المدارس والمستشفيات قد دمرت وكذلك القضية الأخطر التي يجب منعها بالسبل كافة أي التهجير القسري وعلينا ألا ننسى التسويق الأميركي لهذا الموضوع وكذلك في بعض العواصم العربية وفضلا عن مخالفة هذا الطرح لكل القوانين الدولية فأقل ما يمكن وصفه به أنه حقير فالمؤقت عند الإسرائيلي هو الدائم ولا ضمانات للعودة أمام وحشية الدمار وختم سلامة حول آليات وقف إطلاق النار بالتعويل على المظاهرات الشعبية وهذا يأتي من خارج الأطر الأممية في شكله الأولي لعل لاحقا يتمكن هذا الضغط من النفاذ إلى إدارات الحكم بالأخص في بريطانيا وأميركا الأمر الذي يوصلنا إلى قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وهذا يجب أن يتم خلال الأسبوع الجاري