من يومياتي في أمريكا صديق بصدفة قدر

89 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

أحمد سيف حاشد

رغم أنني في العقد السادس من عمري؛ ولكنني أحسست في لحظة مؤثرة أنني طفل في عمر السادسة.. اختلطت مشاعري الستينية بمشاعر طفولة غادرتها ولن تعود..! حدث هذا في ذروة معاناة جمة وحياة مرهقة عشتها في نيويورك.. كنت ابحث في الغياب عن أمي الراحلة لأرمي راسي في حضنها وأبكي فيه من وجع وقهر حتى الموت.. اليوم وجدت أمي وأبي وأخي وصديقي وجميهم يشدون ازري ويرفعون معنوياتي.

وجدت ثلاثة في واحد، بل قل عشرة في واحد.. إنه أحد الأصدقاء النادرين الذي جمعتني به صدفه قدرية عجيبة أتكتم هنا عن ذكر أسمه خيفة أو توجسا من ضغط ما يفرض عليه، أو عين خبيثة تصرعه، أو وشاية أخبث تتسلل إليه أو فعل شائن يدركه.. إنه إنسان كثيف الطيبة ومرهف الإحساس وحاد الذكاء.

‏يطل على أو يتصل كل يوم أكثر من ثلاث مرات.. يسألني: ماذا تريد .. ماذا تحتاج..؟؟ يسألني كل يوم عن حاجتي من كبيرها إلى أصغر التفاصيل.. عندما يفطن خجلي يبادر بفرض الخير أمرا واقعا؛ ليرفع عني الحرج والخجل اللذان يسكنناني.

رغم أن صداقتنا مازالت حديثة عهد، ولكنها صارت متينة وتزيد كل يوم دون نقصان. لمساته البسيطة تركت في نفسي وشما عميقا لايزول.. نبله وشهامته وحميمية صداقته أثارت في وعيي ووجداني محبة طاغية.

‏يعلمني كيف انتظر في الطريق إشارة المرور.. يرشدني إلى ضرورة احترام قانون البلد التي أعيش فيه.. يعلمني كيف أتعامل مع مكينة الحلاقة.. يصنع لي السندوتشات بيده وعنايته.. يصطحبني في رحلاته ونزهاته مع أبنائه، بل ويرعاني كواحد منهم.

‏أهداني سجادة دون أن يفرض علي صلاة أو إمامة.. لا يضيق من انتقاداتي.. يحترم خصوصياتي.. لا يحجر على رأيي ولا يؤاخذني عليه.. لا يتعامل معي كضيف ويطالبني بآداب المضيف، بل يعتبرني صديقا عزيزا وأخ أكثر من حميم.. يقاسمني حزني وفرحي.. يشد أزري ويأخذ بيدي ويمنحني مساحة أمان أحتاجها لروح متعبة.. يأسرني بدماثة أخلاقه وفائق إحترامه.

‏لم يفرض ولم يحاول يوما فرض رأيه أو موقفه السياسي ولا ينتقص مما أراه..

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح