كيف يوازن المجلس الانتقالي بين الضغط الشعبي وكسب الثقة الإقليمية والدولية
66 مشاهدة

4 مايو / تقرير محمد الزبيري
في لحظة مفصلية وحساسة، يعيش الجنوب أوقاتًا عصيبة بين الانهيار الاقتصادي والتحديات السياسية والضغوط الشعبية المتزايدة على المجلس الانتقالي الجنوبي.
ومع تصاعد مطالب الشارع، يتزايد الخطر من دفع المجلس للجوء إلى خيارات عسكرية قد تُشعل فتيل صراعات داخلية طويلة الأمد.
في هذه السطور نستعرض الواقع الراهن، أدوات الضغط المتاحة، خطورة التمزق الداخلي، وخطورة التحول نحو العنف، داعيًا إلى الوحدة والعقلانية للحفاظ على المكتسبات ومصير الجنوب.
* أبعاد الضغط الشعبي
مع اشتداد معاناة الشعب الجنوبي وتزايد المطالب الشعبية، قد يجد المجلس الانتقالي نفسه تحت ضغط متصاعد يدفعه إلى خيارات قاسية، منها اللجوء إلى القوة العسكرية كوسيلة لحماية المكتسبات أو ردع الخصوم. لكن هذه الخطوة تحمل في طياتها مخاطر جسيمة؛ إذ إن اللجوء إلى السلاح لن يزيد الأمور إلا تعقيدًا، وسيزيد من قائمة الأعداء الذين يحيطون بالجنوب، مما قد يوحّد كل القوى المعادية في جبهة واحدة ضد المشروع الجنوبي.
كما أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى انقسامات داخلية ويزيد من احتمالية الفوضى والاقتتال الأهلي، ما يهدد النسيج الاجتماعي والاستقرار السياسي الذي كُدّ على بنائه بشق الأنفس.
إن القوة العسكرية ليست بديلاً عن السياسة والحوار، بل هي سيف ذو حدين، قد يؤدي إلى احتراق الجنوب بأكمله، وهو ما لا يتحمله شعبٌ يعاني أصلاً من أزمات متشابكة ومعقدة.
لذلك، يظل الرهان على الحكمة والتروي، وعلى العمل السياسي المنظم والضغط المدروس بوعي، هو السبيل الأمثل لتجاوز الأزمة، مع الحفاظ على الوحدة وتجنب الفتنة. فالجنوب في حاجة إلى قيادة تعي مسؤوليتها التاريخية، وتدرك أن الانتصار لا يُصنع بالسلاح وحده، بل بالوحدة والتخطيط والعمل المشترك.
*الجنوب في لحظة مفصلية
الجنوب اليوم لا يعيش أزمة عابرة، بل يمر بواحدة من أكثر لحظاته حرجًا وتعقيدًا منذ بداية مسيرته التحررية.
لا الجغرافيا تسعفه، ولا الاقتصاد يرحمه، ولا التحالفات الإقليمية والدولية تُنصف تطلعاته.
على امتداد الوطن، يُطحن المواطن الجنوبي بين رحى الانهيار الاقتصادي، وعبث المنظومة الفاسدة، وتجاهل الجهات المعنية لمعاناته اليومية. ومع ذلك، لا يزال
ارسال الخبر الى: