حين يغيب الجبل رحيل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي

79 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

في لحظة هادئة من تاريخ أمة أنهكتها الفتن وتكالبت عليها الأهواء، غاب وجه من وجوه النور رحل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، العالم الذي وقف صلباً كالصخر، ناصعاً كالنهار، يدفع عن السنة غوائل البدعة، ويذبّ عن حياض التوحيد بقلب العارف، ولسان الناصح، وهدي السلف الصالح.
لقد كان الشيخ ربيعاً، لا باسمِه فحسب، بل في أثره أيضاً يبعث الحياة في أرض قاحلة من الشبه، ويزرع اليقين في قلوب أنهكها التيه. لم يكن مجرد فقيه أو ناقد، بل كان ضمير المنهج السلفي حين تلعثم الكثير، وسراج الوضوح حين استحكمت الظلمات.
كم من قلبٍ عاد إلى جادة الصواب بعد كلماته، وكم من مبتدع انكشفت شبهته تحت مطرقة بيانه، وكم من فتنةٍ خمدت حين نهض لها بقوة العالم ونصح الوالد.
كان الشيخ، رحمه الله، رجل المرحلة الصعبة؛ حين احترق الناس بين مزايدات السياسة وتيارات الغلو والتسيب، اختار أن يبقى واقفًا على خط الاستقامة، لا يلين لمدح، ولا يتراجع تحت ضغط، ولا يُمالئ أحدًا على حساب العقيدة.
وإن أعظم ما يورِّثه العلماء لأمتهم ليس الكتب فقط، بل المواقف التي تبقى مدرسة خالدة، يتربى عليها طلاب الحق. والشيخ ربيع، في وقاره، وصرامته، وصموده، ترك تراثاً من “المواقف” أكثر بقاءً من الحبر، وأبلغ من الكلام.
كان شديداً على البدعة، رقيقاً في النصيحة، ثابتاً في الشدائد. ومن عايشه عن قرب، علم كم كان متواضعاً رغم سعة علمه، وكم كان زاهداً في الدنيا، رغم أن الأضواء كانت تلاحقه حيثما ذهب.

واليوم، إذ نبكيه، فإننا لا نبكي رجلاً فقط، بل نبكي مرحلة من النقاء العلمي، وحقبة من الحزم المنهجي الذي لم يُساوِم فيه على دين الله، ولا انحنى لعاصفة، ولا باع ولاءه للهث وراء مجدٍ زائل.
رحمك الله يا شيخ السنة لقد رحلتَ بجسدك، لكن سيوفك التي ضربت بها البدع لا تزال تقرع القلوب، وتوقظ الغافلين.
نم مطمئناً فقد أديت الأمانة، ورفعت اللواء، وكنت من أولئك الذين إذا ذُكروا، ذُكر الصدق والثبات .

بقلم / محمد علي رشيد النعماني ..

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عدن 24 لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح