لن يعيشوا بسلام وعد إلهي

98 مشاهدة

وعدُ الله ماضٍ لا يُخلَف، وسُنّتُه في الظالمين لا تتبدَّل.. لن يعيش اليهودُ الغاصبون بسلام، ولو اجتمع العالَمُ كلُّه معهم.. ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ﴾ [الأعراف: 167].

إنَّها آيةٌ تختصرُ التاريخَ والمستقبل معًا، وتُلخّص الصراع في جملةٍ إلهيةٍ لا يملك أحد تغييرها: فمهما اجتمع الطغاة، ومهما تواطأ الحكام، ومهما أنفقوا من أموال وبذلوا من نفطٍ، فلن يكتب الله لعدوٍّ ظالمٍ أن يعيش بأمان، ولن يسمح له أن يهنأ بلحظة سلامٍ على أرضٍ سُقيت بدماء الأنبياء والمجاهدين.

حين خرج ترمب بخطابه الأخير متحدّثًا عن الكيان القذر، لم يقل في الحقيقة سوى ما أراد الله أن يُظهره على لسانه: أن هذا الكيان الذي توهّم العالم أنهinvincible -لا يُقهر- بات أضعف مما كان عليه، وأن ما يسمونه “عودة أقوى” ليست سوى اعتراف بانكسار تامٍّ يحتاج إلى إنعاش طويلٍ بأموال “الأثرياء الرائعين”، أُولئك الذين لا يرون في الأُمَّــة سوى خزائن مفتوحة لتمويل الحروب ضدها، ولشراء ولاءٍ لا يجلب إلا المهانة.

تحدّث ترمب عن “الحلفاء الرائعين” بتهكّمٍ يقطر ازدراءً، وكشف دون أن يدري خيوط شبكةٍ متكاملة تمتد من قصور النفط حتى مكاتب نتنياهو، ومن واشنطن حتى كيان الاحتلال.

قالها ضاحكًا، لكنه لم يُخفِ مرارة الخسارة ولا رائحة الفشل؛ فبعد عامين من حربٍ لم يجنِ منها إلا الخيبة، اضطرّ إلى الاعتراف بأن حماس وحلف المقاومة واجهوا العالم كلّه، وأن الكيان بات يستنزف ما تبقّى له من “أوكسيجينٍ سياسي” لا يكفيه لشهورٍ قادمة.

كان المشهد واضحًا: مقاومةٌ محاصرة، لكنّها محمولةٌ بعقيدةٍ لا تُقهر، في مواجهة منظومةٍ كونيةٍ تحشد كُـلّ ما تملك من سلاحٍ وإعلامٍ ومالٍ، ومع ذلك تتآكل من الداخل، كما تتآكل الدُمى حين تفرغ خيوطها من اليد التي تحَرّكها.

الإعلام العربي المموَّل من “الرائعين” لم يحدّثنا عن هذا، بل رسم صورةً مقلوبةً للواقع: جعل غزة هي من تتألم وحدها، ولم يقل لنا إن العدوّ أَيْـضًا يتألم، وإنّ كُـلّ صاروخٍ يُطلق من قلب الحصار يهزّ قصور الرفاهية في الرياض وأبوظبي

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح