متابعات..|

كشفت عن اعتراف لافت من داخل المؤسّسة العسكرية الإسرائيلية بمدى التطور والجُرأة الإيرانيين، وذلك خلال تصريحات أدلى بها بوعز ليفي، مدير عام الصناعات الجوية الإسرائيلية، في مؤتمر UVID2025 الذي عُقد اليوم في مدينة يافا المسمَّاة احتلاليًّا بـ (تل أبيب).

وحذَر ليفي من أن المواجهة المقبلة مع إيران “استثنائية وغير مسبوقة”، مؤكّـدًا أن ما فاجأ (إسرائيل) لم يكن التكنولوجيا بحد ذاتها، بل الجرأة الاستراتيجية التي اتخذتها طهران في المواجهة الأخيرة.

ونقلت معاريف عن ليفي قوله: “المفاجأة الكبرى بالنسبة لنا مع إيران لم تكن في التكنولوجيا، بل كانت الجرأة التي أظهرها الإيرانيون”، مؤكّـدًا “لم نصدق يومًا أن يجرؤ أحد على إطلاق وابل صاروخي بهذا الحجم نحو عمق (إسرائيل). ”

ودقَّ ناقوس الخطر من أن “الإيرانيين طوَّروا مجالًا جديدًا.. وحرب الصواريخ القادمة ستكون على شكل وابل متواصل، وعلينا الاستعداد للرد”.

ويرى مراقبون أن تصريحات ليفي تمثل واحدة من أوضح الإشارات الرسمية على تحوّل ميزان الردع في المنطقة لصالح إيران، خُصُوصًا أن الاعتراف جاء من مسؤول يتولى إدارة واحدةً من أهم الصناعات العسكرية الإسرائيلية وليس من محلل أَو سياسي.

ويحمل الاعتراف العلني من قلب الصناعات الجوية الإسرائيلية عدة دلالات استراتيجية، ضمنها ترسيخ قوة الردع الإيرانية، وأن الهجوم الإيراني الأخير لم يُقرأ كمُجَـرّد ردٍّ محدود، بل كرسالة واضحة بأن طهران تمتلك الإرادَة والقدرة على تنفيذ ضربات مكثّـفة في عمق الاحتلال.

حديث المسؤول الإسرائيلي عن “مجال جديد” طورته إيران يلمّح إلى أن منظومات طهران تطوّرت بطريقة باتت تُربك الحسابات الدفاعية الإسرائيلية، خُصُوصًا مع قدرة إيران على إطلاق وابل متواصل يصعُبُ اعتراضه بالكامل.

واستخدام كلمة “لم نصدق” من مسؤول بهذا المستوى يعكس حجم الصدمة داخل المؤسّسة الدفاعية الإسرائيلية، وهي عبارة نادرة في الخطاب الأمني الإسرائيلي المعروف بتجنّب الاعتراف العلني بنقاط الضعف.

كما يشير الاعتراف إلى أن قدرات إيران لم تعد تُحسب في سياق الردع غير المباشر أَو عبر حلفائها فقط، بل باتت قدرات سيادية مباشرة قادرة على فرض معادلات جديدة في المنطقة.

وتعكس تصريحات ليفي –