عدن وصنعاء سوقان وسعران لعملة واحدة الريال اليمني بين وهم الأرقام وحقيقة السوق السوداء

كتب/ محمد علي رشيد النعماني
عندما تفتح تطبيق “جوجل أموال” أو تبحث في “جوجل” عن سعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني، ستجد رقماً يبدو مريحاً، بل مطمئناً إلى حدٍ ما: 241.35 ريال للدولار الأمريكي. قد تظن أن الأمور تحت السيطرة، وأن العملة المحلية لا تزال تتمتع ببعض الاستقرار. لكن الحقيقة مختلفة تماماً عن هذا الرقم الرسمي الظاهر على الشاشة.
ما يعرضه “جوجل” هو السعر الرسمي الذي يحدده البنك المركزي اليمني – تحديداً البنك الموجود في عدن – وهو السعر المعتمد في التعاملات الرسمية مثل الاعتمادات المستندية لاستيراد القمح والأدوية وبعض السلع الأساسية. لكن هذا السعر لا يُستخدم في السوق الحقيقي، ولا يعكس الواقع المعيشي اليومي الذي يعيشه المواطن .
أما ما يُعرف بسعر السوق الموازي أو “السوق السوداء”، فهو السعر الفعلي الذي يتم به تداول الدولار في عدن وصنعاء وبقية المدن اليمنية. وفي كثير من الأحيان، يتجاوز هذا السعر حاجز ٢٥٠٠ ريال يمني للدولار الواحد في عدن، وقد يقل أو يزيد في مناطق أخرى تبعاً للعرض والطلب.
لماذا هذا الفارق الكبير؟
- انقسام البنك المركزي: بوجود بنك مركزي في عدن وآخر في صنعاء، تُدار السياسة النقدية بطريقة مزدوجة ومتضاربة، مما يُنتج حالة من الفوضى وفقدان الثقة في العملة الوطنية.
- شح العملة الصعبة: توقف صادرات النفط والغاز – المصدر الرئيسي للدولار – خلق أزمة سيولة حادة، خاصة بعد استهداف البنية التحتية النفطية وتصاعد الأزمة السياسية.
- الطلب المرتفع على الدولار: يحتاج التجار إلى الدولار لتمويل الاستيراد، ويبحث المواطن العادي عنه كملاذ آمن لمدخراته، خوفاً من فقدان قيمة الريال.
- انعدام الثقة في العملة المحلية: سنوات الحرب والتضخم والانهيارات المتكررة أفقدت الريال مكانته، وأصبح الناس يتعاملون بالدولار أو الريال السعودي في كثير من الحالات.
- المضاربة والاحتكار: يقوم بعض الصرافين والتجار بالمضاربة على أسعار العملات، مستفيدين من ضعف الرقابة، مما يفاقم التقلبات ويدفع بالسعر نحو مزيد من الانهيار.
ما الذي تقوله الصورة البيانية؟
الصورة المتداولة لنتائج بحث “جوجل” بتاريخ 16 يوليو، تُظهر السعر الرسمي عند 241.35
ارسال الخبر الى: