وصليبه من خشب

73 مشاهدة

برحيل قداسة البابا فرنسيس، يفقد الشعب الفلسطيني صديقاً حقيقياً، يمثّل رأسمالٍ أخلاقي ثمين في العالم، فمنذ بدايات حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة، لم يكفّ عن التنديد بالجرائم الإسرائيلية، ما دفع الخارجية الإسرائيلية إلى اتهامه بازدواجية المعايير، لكن الرجل القادم من الأرجنتين، من إرث لاهوت الثورات والتحرير، الذي لم ير سوى الفقراء ولم يعمل لغيرهم، ظلّ على عهده هذا، منذ 7 أكتوبر (2023) حتى عشية وفاته، ولم يكن مستغرَباً منه أن تكون غزّة في آخر رسالة منه إلى رعاياه في العالم، قائلاً إن فكره يتوجّه إلى شعبها.

يروي غزّيون مسيحيون شعروا بفقد شخصي بوفاة البابا فرنسيس إنه لم يتوقف عن التواصل معهم منذ بدء حرب الإبادة، فلا يكاد يمر أسبوع حتى يهاتفهم ويسأل عن أحوالهم، وهو ما لم يفعله للأسف قادتُهم ولا ممثلوهم، ما يؤكّد أصالة أفعال البابا الراحل ونبل صفاته.

في الكتاب ثمّة قطيعٌ صغيرٌ وراعٍ يقوم على العناية به. على بساطة الاستعارات، فإنها تعبّر عن روح الأديان التي تُعلي من شأن كل إنسانٍ على هذه الأرض، وما بُعث السيد المسيح إلا ليكون فداءً، وفي فلسطين الصغيرة التي وُلد فيها وشعّ نوره على الأرض كانت غزّة حاضرةً في طفولته، حين هربت السيدة أمّه البتول به إلى مصر القديمة، مروراً بغزّة التي قُتل أطفالها بالآلاف، ولم يجد أهلوهم ممرّات إنقاذٍ إلى مصر الجديدة التي توحشّت وأغلقت في وجههم الأبواب، واكتفت بالعجز وإشاحة الوجه عن حمّام الدم الذي لم يتوقّف في جوارها الفلسطيني.

ذلك الذي اكتفى بصليب من خشب، وطرح الصليب الذهبي جانباً، الذي كان يقطُن في بيت صغير ويتنقّل على قدميه، ذلك الذي عرف حارات بوينس آيرس وأزقّتها، فقراءها ومظلوميها، كان أكثر رحمةً بالغزّيين ورفقاً بهم، وأكثر ذكراً لهم من أولئك الذين تنعّموا ولبسوا الذهب وأقاموا في القصور. ... بهذا ينتصر السيد المسيح لفقراء الأرض، ويراهم عبر عينيّ البابا الراحل الذي يعيد إلى الذاكرة أولئك الذين انتصروا لثورات شعوبهم في أميركا اللاتينية، فلا جدران الكنائس حالت دون ذلك ولا تعاليم

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح