ورة التغيير والبناء

– الإهداء : إلى حكومة التغيير والبناء بمناسبة مرور عام على تشكيلها
لقد ازداد الشعور اليوم بأن الأخلاق الاجتماعية هي أساس أخلاق التغيير الاجتماعي وأصبح على المجتمع الحركي أن يشجع العقلانية حتى نصل إلى قناعة بأن المستقبل الاجتماعي قائم على البراعة لا قدراً مقدوراً، وفرص النجاح هي في الإنجاز لتحقيق النفع العام للبشر وفي العدل وفي القدرة على تقديم النموذج الأمثل لا في الجمود .
فالعقلانية ترى أن طريق التفكير والعمل هي الأدوات التي نحقق بها المقاصد، وبها ينجح الرجال أو يفشلون باختبار ما ينجزونه في الحياة.
يقول أحد المفكرين : إن الحداثة السياسية تقتضي عقلنة السلطة، واستبدال عدد كبير من السلطات التقليدية، بسلطة سياسية وطنية عقلانية ، ويعني هذا التغيير في المفهوم أن الحكومة هي من إنتاج الإنسان وليس من إنتاج غيره.
ومن الخطأ كما يقول- أحد المفكرين – : “ أن نستنتج أن الحداثة تعني – في الممارسة – عقلنة السلطة، وتمايز البنية، وتوسيع المشاركة السياسية، هناك فرق أساسي يجري تجاهله أحياناً بين الحداثة السياسية المعرفة بالتحرك من الدولة التقليدية إلى الدولة الحديثة، والحداثة السياسية، المعرفة بالمظاهر السياسية، والتأثيرات السياسية للحداثة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تضع الأولوية للاتجاه الذي يجب أن يتحرك نحوه التغيير السياسي نظرياً، وتصف الأخيرة التغييرات السياسية التي تحدث فعلياً في بلاد آخذة في الحداثة، الفجوة بين الاثنين عادة واسعة، تقتضي الحداثة في الممارسة دائماً تغييراً، وعادة تفسخاً في النظام السياسي التقليدي، ولكنها لا تقتضي بالضرورة حركة ذات أهمية في اتجاه نظام سياسي حديث، ومع ذلك كان الميل إلى افتراض أن ما هو صحيح للعملية الاجتماعية الأوسع للتحديث هو ايضاً صحيح للتغييرات السياسية “.
فدول الغرب مثلا اشتغلوا على قضايا التنمية والتحديث، وحصلت مجتمعاتهم على ميزات اجتماعية من القوة، والثروة، والمهارة، والعقلانية وهم أنفسهم لم يتنكروا للمنتج الحضاري الإسلامي ويكاد يكون ابن رشد هو المشكاة التي أضاءت ظلام العصور الوسطى فانطلقوا منها، وطالما ونحن نتحدث عن رسالة خاتمة، وعن عالمية هذه الرسالة فالنتيجة برمتها هي إنسانية،
ارسال الخبر الى: