من وراء الموج هل هناك وحش يحوم حول الجزيرة

31 مشاهدة
عائلة مكونة من أربعة أفراد تقطعت بهم السبل على جزيرة صحراوية وتحاول البقاء على قيد الحياة في هذا الإنتاج المشترك اللبناني الأميركي عنوانه الأصلي بالإنكليزية The Sand Castle وفي العربية من وراء الموج الذي يمثل الظهور الثالث للمخرجة نادين لبكي أمام الكاميرا خلال عام واحد من إخراج الأميركي ماتي براون ومعها الفلسطيني زياد بكري والأخوان السوريان زين وريمان الرافعي يعرض حاليا في نتفليكس تعيش عائلة نموذجية أب وأم وطفلان على جزيرة صحراوية صغيرة ليس فيها سوى منارة ورمل أبيض وبعض الأسرة في مساحة مادية غير مضيافة ولكنها مريحة تعيش العائلة الصغيرة على الغذاء والمياه العذبة المتوفرة على اليابسة أو الماء المحيط بهم لكن هذه الموارد نادرة ولن يمر وقت طويل قبل أن تبدأ المعاناة مع الجوع والجفاف إنهم وحدهم ويبحثون عن الإنقاذ عبر جهاز اتصال لاسلكي يعمل متى شاء لكن الحياة هناك لا تبدو مروعة للغاية مع كل ثانية تمر تطرح أسئلة جديدة في البداية لماذا توجد هذه العائلة على هذه الجزيرة في المقام الأول من ماذا يفرون وإلى أين يذهبون من بنى هذه المنارة المزودة بنوع من المولدات في منتصف اللامكان إذا لم يكن هناك مصدر للوقود فما الذي يعمل عليه هذا المولد هل هناك وحش يحوم حول الجزيرة كما تدعي جنى وسرعان ما يتبين أن الأمر برمته من نسج خيال أحدهم نرى كل هذا عبر عيون جنى ريمان الرافعي الفتاة التي تبني قلاعا رملية وتلعب على الشاطئ مع الحشرات والأشياء السائبة التي تجدها هناك يمكن للمرء أن يرى قلقا معينا لدى والديها نبيل زياد بكري وياسمين نادين لبكي وهما يحاولان تشغيل الراديو وشقيقها المراهق آدم زين الرافعي شقيق ريمان في الحياة الواقعية متجهم ومنغمس في سماعات الرأس لكن التجربة التي نشاركها هي تجربة جنى في أكثر من نصف الفيلم نرى نسخا من هذا حادث صيد بعض البلاستيك الغريب الذي يظهر تحت الرمال عاصفة تعرض كل شيء للخطر والفتاة تواصل المشي على طول الشاطئ تلعب وترسم من وقت لآخر من الواضح أن هناك شيئا أكثر في هذا السيناريو تعاون براون على كتابة النص مع ياسمين كراجة وهند فخرو لكن الفيلم لا يسمح به للمشاهدين انطلاقا من فكرة أن منظور السرد هو منظور الفتاة التي ربما لا تدرك تماما الواقع المتواري تحت هذا الوضع طوال بقية الفيلم سيحاول براون كشف ما هو مخفي حقا وراء هذا الوضع بأسلوب يقع بين الغامض والشاعري والانطباعي يبني براون فيلما من شظايا وصور ومقاطع شعرية متأثرا بسينما تيرانس ماليك بينما تصور الكاميرا الألعاب والرمال والرسومات والمشي والقلاع والمياه التي تصل إليها وتغطيها أحيانا عندما يتعلق الأمر بحل اللغز الغموض لا يغير المخرج نظامه بصور جميلة ولكنها مروعة إلى حد ما بطريقة متعسفة وغير ضرورية لإظهار بعض المصائب والأهوال البشرية يمزق من وراء الموج هذا البناء محاولا تجاوز ما نراه ورغم أن حلول اللغز قوية ومزعجة تلك التي تأتي مع نص توضيحي يضعها في سياقها في شارة النهاية فالطريقة التي يصل بها المخرج إلى هذه الحلول تبدو غير معقولة ومربكة بشكل مفرط هنا نواجه فيلما يتعامل مع قضايا صعبة وواقعية من منظور شعري إن صح التعبير طفولي منظور يرى ما يريد أو يستطيع أن يراه من خلال فهمه المحدود للعالم وما يحدث له تحليل أكثر من ذلك سيدخل في منطقة مفسدات الفرجة لذا من الأفضل لكل متفرج أن ينغمس في التعقيد السردي الذي يطلق له العنان في النصف الثاني من الفيلم وتحليله بمفرده انطباع كاتب هذا المقال أنه بالرغم من تمكنه الفيلم من تطوير أفكار مثيرة للاهتمام مرتبطة بالموضوع الدرامي الذي يتعامل معه إلا أن الآليات التي يفعل بها ذلك لا ينطبق عليها الوصف ذاته تلتقي لبكي في هذا الفيلم مع زين الرافعي الممثل المراهق الذي شارك في فيلمها الناجح كفرناحوم جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي 2018 والمرشح لنيل جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2019 ثمة روابط بين الفيلمين حتى إن كانت ضعيفة كما يبدو وبينما لم يصل من وراء الموج إلى مستويات القسوة غير المبررة لفيلم لبكي إياه إلا أنه يقترب منها في بعض الأحيان أكثر من اللازم يمكن أن تكون تجارب الطفولة صعبة ووحشية ومعقدة لكن البالغين الذين يصفونها يفعلون ذلك أحيانا بطريقة قاسية لا داعي لها للأطفال المشاركين في بطولتها ولمن يشاهدها أيضا

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح