وثائق التعاون تعزز النفوذ الاقتصادي الصيني في سورية

103 مشاهدة
وقع النظام السوري مع الجانب الصيني على ثلاث وثائق للتعاون في مجال الاقتصاد في محاولة من هذا النظام لجذب بكين ومنحها امتيازات شبيهة بتلك التي أعطاها للروس والإيرانيين تعزز من النفوذ الصيني في المنطقة مقابل مواصلة دعمه سياسيا في المحافل الدولية والاستثمار في مناطق سيطرته لإنقاذ اقتصاده المتهالك ووفق وكالة سانا الرسمية فإن الوثيقة الأولى اتفاق تعاون اقتصادي والثانية مذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية أما الثالثة فهي مذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين قبل عشر سنوات وانضم إليها النظام العام الفائت ووقعت هذه الوثائق الجمعة بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ ورأس النظام السوري بشار الأسد في أثناء زيارة الأخير للصين وهي الثانية له منذ توليه السلطة في سورية منتصف عام 2000 وعرض الرئيس الصيني شي جين بينغ في أثناء لقائه الأسد مساعدة سورية في إعادة بناء اقتصادها ومواجهة الاضطرابات الداخلية من خلال دفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية وفق وكالة رويترز ونقلت عنه وسائل إعلام رسمية القول إن الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ستدعم إعادة الإعمار في سورية تذبذب التبادل التجاري ولم تكن العلاقات الاقتصادية بين النظام السوري والصين في مستوى متقدم سواء قبل انطلاق الثورة السورية في عام 2011 أو ما بعدها فالتبادل التجاري ظل في الحدود الدنيا رغم الدعم السياسي الذي قدمته بكين إلى الأسد لقمع هذه الثورة ووفق أرقام غير رسمية نشرتها وسائل إعلام مرتبطة بالنظام السوري شكلت الواردات السورية من الصين في عام 2010 ما نسبته 8 8 من إجمالي الواردات مشيرة إلى أنها تذبذبت في أثناء الثورة بين 6 5 و10 9 ويبدو أن انفتاح النظام على الصين اقتصاديا جاء بعد تراجع وتيرة التطبيع العربي مع النظام نتيجة تعنت الأخير ورفضه التعامل إيجابيا مع مبادرة عربية للحل في سورية وحاول النظام الحصول على أموال واستثمارات عربية دون تقديم تنازلات سياسية بيد أن محاولته فشلت وبين الباحث الاقتصادي ياسر الحسين في حديث مع العربي الجديد أنه في عام 2021 صدرت الصين ما قيمته 482 مليون دولار إلى سورية وأشار إلى أن صادرات الصين إلى سورية زادت من 156 مليون دولار في عام 1995 إلى 482 مليون دولار في عام 2021 ووفق الحسين فإن صادرات سورية إلى الصين نزلت من 1 67 مليون دولار في عام 1995 إلى 1 21 مليون دولار في عام 2021 استثمارات ضعيفة وتعليقا على زيارة الأسد للصين وتوقيع وثائق تعاون معها أوضح الباحث الاقتصادي يونس الكريم أن العلاقات بين الصين والنظام السوري قبل الثورة كانت بسيطة وتقوم على بعض عمليات الاستيراد من قبل تجار مرتبطين بهذا النظام مضيفا أنها كانت بضائع ومواد رخيصة وبلا جودة وتابع الكريم في تصريحات لـالعربي الجديد أن استثمارات الصين في سورية قبل 2011 كانت محدودة لأن النظام كان يميل إلى العلاقات مع الغرب كذلك فإنه كان يتخوف من التغلغل الصيني في اقتصاده الضعيف وإحكام السيطرة عليه وأشار إلى أن النظام سبق أن منح الصين الموافقة على إقامة مدينة صناعية ولكن بكين لم تهتم للأمر على اعتبار أن اقتصاد سورية صغير ولا جدوى من إقامة هذه المدينة خصوصا أن النظام لم يعطها منفذا على البحر المتوسط للتصدير وبين أن النظام احتال على الصين عندما اتفق معها على استثمار حقلي بترول لإنتاج 50 ألف برميل لكل منهما يوميا لكن الشركة الصينية اكتشفت أن طاقة الحقلين لا تتجاوز الـ25 ألف برميل يوميا وهو ما منع سينوبك الصينية للطاقة والكيماويات من توسيع استثماراتها في سورية وأضاف المتحدث ذاته أنه بعد اندلاع الثورة السورية لم تدخل الصين اقتصاد النظام كي لا تصطدم مع تركيا والغرب أو مع روسيا وإيران مشيرا إلى ضآلة مساعداتها لسورية خلال جائحة كورونا التي تمثلت في 5 آلاف وحدة لتحليل الفيروس وأوضح الباحث الاقتصادي أن النظام يحاول إغراء الصين حاليا للاستثمار في سورية من خلال منحها العديد من المشروعات منها مشروع مد أنابيب الصداقة الإيراني إلى البحر المتوسط مع عدم الاصطدام بالولايات المتحدة الأميركية ويريد النظام أيضا منح الصين امتياز البحث عن الغاز في البادية السورية وميناء بانياس على البحر المتوسط ومشروعات إعادة إعمار مدينة حلب والاستثمار في مطارها الدولي ويعتقد الكريم أن الجانب الصيني يريد الدخول إلى سورية اقتصاديا لتعزيز موقفه في الصراع القائم مع الغرب مضيفا أن النظام يريد كسر العقوبات الغربية عليه من خلال فتح أبواب البلاد للصين كما فعل سابقا مع الروس والإيرانيين

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح