اخبار وتقارير الزعيم والصمت الذي يسبق العاصفة قراءة في حكمة القائد عيدروس الزبيدي

الأربعاء – 10 ديسمبر 2025 – الساعة 04:53 م بتوقيت عدن ،،،
عرب تايم / حافظ الشجافي
لقد اعتدنا نحن بني البشر، في غمرة لهيب الآمال وتحدي الطموحات، أن نكون قاسين على قادتنا. وتلك سِمة ضاربة في عمق تاريخ الأمم؛ فالعينُ التي ترقب مجد الوطن لا ترى إلا الثمرة الناضجة، وتستعجل القطاف، ولا تدرك بالضرورة عُمق الجذور، ولا قسوة الرياح التي تضرب الشجرة.
ولئن كان في حياتنا المعاصرة رجلٌ حمل على عاتقه ثِقلَ تاريخٍ، ورسم بيديه خريطة أمل لشعب يكادُ أن يكون قد أُسِقط من دفاتر الوجود، فإن هذا الرجل هو بلا شك القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
مضت بل شهورٌ،بل سنوات وكنا نحنُ –الجنوبيون الشغوفون بحُلم استعادة الدولة – نرقبُ تحركاته بعين لا تعرف المساومة في قضايا الشرف الوطني. وكان صوتُ الشارع يرتفع، ويئنُّ تحت وطأة الأزمات المعيشية والاقتصادية والخدمية التي كادت أن تكون خطة ممنهجة لكسر إرادة الشعب وإذلال كرامته.
وفي تلك اللحظات القاسية، بدا لنا أن صمت القائد حول الملفات الملتهبة كان أشبه بـالتراخي” أو التغافلٍ الذي لا يليق بثقل الأمانة. وكنا نسألُ أنفسنا. ـ والحال كللك ـ في مرارة كيف لراعي الحلم أن ينام وعرينه يكاد أن يُسلب..
ومازادَ الطين بِلّة، حين كانت تُنقل إلينا تصريحاته من المحافل الدولية، تلك التي تتحدث عن تكتيكات تقتضي ضم أجزاء من محافظات الشمال لدولة الجنوب القادمة، أو ربما “شروط تقضي بتحرير صنعاء قبل إعلان استقلال الجنوب. في حديثٍ كان ينسابُ كالخنجر البارد في قلوب المتعطشين للجنوب كاملة السيادة والقرار. وخيّل إلينا –في غمرة العاطفة الوطنية الجارفة– أن القائد قد حادَ عن المسار، أو أن رياح السياسة الدولية قد ألقت بظلالها الثقيلة على يقينه.
ولم نكن نعلم، ونحن نصوّبُ سهام النقد النابع من حرصنا الوطني، بأن السياسة هي فنّ الممكن، وهي في الوقت ذاته، فن الصمت الاستراتيجي الذي يسبق رعد العاصفة.
والحق يُقال، فإننا حين كنا نُراجع مسار القائد ونُقيّم خطواته، لم نكن سوى مُمارسين لواجبنا الوطني
ارسال الخبر الى: