وتغيرت قواعد اللعبة

٦١ مشاهدة
أثبتت القراءة المتأنية للتاريخ بما لا يدع مجالاً للشك أن عماد الاستقرار لأي دولة هو قيادتها الحكيمة، فكلما تحلت القيادة بالحكمة وحسن اتخاذ القرار كلما وضعت مصلحة شعبها والحفاظ عليه أهم أولوياتها، ولا شك أن حماية أي دولة من أي تغلغل خارجي ينعكس في العلاقة الفريدة التي تجمع بين القيادة ومواطنيها، فهذه العلاقة هي حائط السد الأول الذي يحمي الوطن من أي تدخل خارجي، فالقيادة الحكيمة هي التي تزرع نبتة الولاء والانتماء داخل قلب وعقل كل مواطن؛ بحيث يصبح كل مواطن حارساً لأمن بلده راغباً في أن يورث هذا الوطن آمناً لأبنائه وأحفاده.
ولعله من المسلّم به أن طبيعة العلاقة المتميزة التي تجمع بين الشعوب الخليجية وقيادتها تعد أحد العوامل الرئيسية في تمتع تلك الدول وشعوبها بالرخاء والاستقرار، وهو ما تفتقره بعض الدول التي وقعت في شرك الحروب الأهلية الطاحنة التي قتلت وشرّدت أبناء شعبها، وهو المشهد الذي مزّق جسد الأمة العربية عقب ما يطلق عليه بثورات الربيع العربي، فالأنظمة الدكتاتورية التي تضع في أولوياتها تهديد جيرانها كانت هي السبب المباشر لفتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي كما حدث للعراق العام 2003، وهذا التدخل الذي أعقبه انتشار العديد من الميليشيات المسلحة، وهي الميليشيات التي يدين الكثير منها بالولاء لبعض الأنظمة السياسية الخارجية.
بنظرة سريعة على الأحداث التي ألمّت بسوريا منذ العام 2011 وحتى اللحظة الراهنة، يمكننا أن نستخلص أن السبب الرئيسي في ما تعانيه سوريا حتى الآن هو استعانة النظام بقوى خارجية كان هدفها في المقام الأول ليس حماية الشعب السوري بل السيطرة على مفاصل الدولة نفسها، ليصبح ولاؤها بالكامل لتلك القوى الخارجية، وحتى تتمكن من بسط سيطرتها على دول أخرى مجاورة مثل لبنان، فمنذ انطلاق شرارة الحرب الأهلية في سوريا تدخلت دولة خارجية فيها، مما أثّر بالسلب على الشارع السوري، كما أن تدخل حزب الله دفع العالم للتساؤل عمن يتحكم بالسياسة السورية، كما أن استعانة النظام السوري بروسيا -حليفه الاستراتيجي- أضعف أيضاً من قوة النظام وفكك سيادته، وهو ما

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح