قراءة في كتاب ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها على اليمن والمنطقة للباحث مهدي المشاط الحلقة الأولى
87 مشاهدة
ما هي الثورة؟ بين المفهوم النظري والتجربة اليمنيةيستهل الباحث مهدي محمد المشاط في رسالته بالتأكيد على أن مفهوم الثورة ليس مفهوماً جامداً، بل هو زئبقي يتشكل حسب السياقات التاريخية والاجتماعية، يميز الباحث بين “الثورة” التي تهدف إلى تغيير جذري وشامل في بنية المجتمع، و”الانقلاب” الذي يقتصر على تغيير السلطة داخل دائرتها الضيقة. من هذا المنطلق، يضع ثورة 21 سبتمبر في سياقها الصحيح؛ فهي ليست انقلاباً عسكرياً، بل هي “حركة شعبية اجتماعية” جاءت نتيجة تراكمات من الظلم والفساد والتبعية، وتفجر الغضب الشعبي ضد سياسات الإفقار التي كانت تمارسها السلطة آنذاك، وتشير الرسالة إلى أن هذه الثورة لم تكن وليدة لحظتها، بل هي امتداد طبيعي لثورات الربيع العربي، وتحديداً ثورة 11 فبراير 2011 في اليمن، التي تم احتواؤها والالتفاف عليها عبر “المبادرة الخليجية”.“أنصار الله”: من هم وما هي نشأتهم؟تقدم الرسالة تعريفاً دقيقاً لحركة أنصار الله، بعيداً عن الصور النمطية التي يروجها الخصوم، فالحركة، كما يراها الباحث، ليست مجرد “حركة مسلحة ذات أساس عرقي هاشمي” كما تصفها بعض التقارير الدولية، بل هي “مجاميع من المسلمين، تتحرك على أساس التثقيف بثقافة القرآن الكريم واتباع تعاليمه باعتباره منهجاً شاملاً للحياة”. وتعود الرسالة إلى الجذور الفكرية والتاريخية لنشأة الحركة، التي بدأت كمشروع ثقافي نهضوي على يد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في مطلع الألفية، كان الهدف الأساسي هو استنهاض الأمة لمواجهة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية عبر التمسك بالقرآن الكريم، الشعار الذي رفعهفي خضم التحولات العميقة التي تعصف بالمنطقة، تبرز ثورة 21 سبتمبر اليمنية كحدث مفصلي لا يزال يثير الكثير من الجدل والتحليل، لفهم أبعاد هذه الثورة وجذورها، يقدم الباحث مهدي محمد المشاط ( رئيس المجلس السياسي الأعلى) في رسالة الماجستير الموسومة بـ “ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية” وفي الفصل الأول وضع إطاراً مفاهيمياً يفكك مصطلح “الثورة” ويغوص في نشأة حركة “أنصار الله”، مقدماً قراءة تجمع بين الخبرة التاريخية والتحليل السياسي.
يمني برس | خاص
ارسال الخبر الى: