وانتقل الربيع إلى الملكيات العربية

115 مشاهدة

بالأمس انحصر الربيع العربي على بعض الأنظمة الجمهورية التي وُصفت بالمتهالكة، ولم يشمل الملكيات العربية التي لطخت تاريخها بعار الخيانة العظمى والتفريط في قضايا الأمة. هذه الانتقائية لم تكن صدفة، بل كانت نتيجة تخطيط محكم من الغرب الذي سعى بكل قوته إلى خنق الثورات الشعبية في مهدها كما رأينا في السعودية والبحرين عام 2011، إذ رأت الصهيونية العالمية أن العبث هناك قد يهدد منابع النفط ومواردها المالية، وهو ما لا يمكن أن تسمح به القوى الغربية مهما ادّعت دعمها للديمقراطية.

لكن الزمن تغيّر. فبينما تُباد غزة اليوم بتمويل مباشر وغير مباشر من تلك الملكيات الموالية للغرب، بات سقوط هذه الأنظمة وشيكاً وضرورة تفرضها المصلحة الإنسانية قبل السياسية. فالشعوب التي صبرت طويلاً على الاستبداد والنهب والفساد باتت تدرك أن بقاؤها في دائرة الفقر والتبعية مرهون ببقاء هذه العروش، وأن الخلاص لا يمكن أن يتحقق إلا بإزالتها.

لقد بدأت المؤشرات بالفعل من المغرب، حيث فجّر جيل ما بعد الألفين – المعروف بجيل “زد” – احتجاجات واسعة. هذه الاحتجاجات التي اندلعت لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، حيث البطالة والفقر وتردي مستوى المعيشة، سرعان ما ستتجاوز مطلب الخبز إلى مطالب أعمق تتعلق بالحرية والكرامة والعدالة. ولا غرابة في ذلك، فقد تعمدت الأنظمة العربية على مدى عقود اتباع سياسات حمائية تهدف إلى عزل الشباب عن القضايا القومية الكبرى، وعلى رأسها فلسطين، وجعلتهم ينشغلون فقط بلقمة العيش وأزمات الداخل. غير أن هذه السياسات انقلبت على أصحابها، فتحولت الأزمات الاقتصادية إلى وقودٍ للثورات، وبات الحكام هم الهدف المباشر لغضب الجماهير.

وإذا كان النظام المغربي المطبّع مع الكيان الصهيوني قد واجه شرارة الربيع الجديدة، فإن شرق الوطن العربي ليس بمنأى عنها. فالسعودية، والبحرين، والأردن، وحتى دول الخليج الأخرى، كلها تحمل بذور الانفجار ذاته: شباب عاطل عن العمل، تفاوت طبقي مهول، فساد مستشري، وتبعية كاملة للغرب. كل هذه العوامل تشكّل اليوم بيئة خصبة لانفجار ثوري مؤجل، قد يكون أشد قسوة وأوسع انتشاراً من ربيع 2011.

الملكيات التي ظنت نفسها في

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح