واقع أهالي غزة شبه حياة في شبه منازل

68 مشاهدة

منذ انقشاع غبار الحرب، وبدء العودة التدريجية للأهالي إلى مناطقهم في قطاع غزة، يجد كثيرون أنفسهم أمام مشهد مروّع، فالكثير من المنازل التي غادروها تحت القصف باتت أكواماً من الركام، أو في أحسن الأحوال بلا جدران ولا نوافذ، وأحياناً بلا أسقف. ويصطدم الأهالي بالاختفاء التام لمواد البناء نتيجة تواصل الحصار وإغلاق المعابر، إذ يظل إدخال الإسمنت والحديد وغيرها من مواد البناء مستحيلا، وفي غيابها، لا يجد الفلسطينيون بديلاً سوى الحلول البدائية؛ فتوضع الشوادر البلاستيكية مكان النوافذ، وتُستبدل الأبواب بالأخشاب، بينما تبقى الفتحات الكبيرة في الجدران شاهدة على العجز الكبير.
لا يتمكن الفلسطيني صبحي الدهشان من إعادة إعمار منزله في مدينة غزة، والذي تضرر بشدة نتيجة قصف إسرائيلي لبناء مجاور، ودفعه نقص مواد البناء إلى الاستعانة بالشوادر والنايلون التي كان يصنع منها خيمته خلال فترة نزوحه في مواصي خانيونس، وتركيبها على جنبات غرفة وحيدة إلى جانبها مرحاض، ليكون الشكل النهائي أشبه بخيمة نزوح داخل شقة شبه مدمرة.
ويوضح الدهشان لـ العربي الجديد أنه ترك حي النصر في وسط مدينة غزة بعد اشتداد القصف، وبدء الاحتلال تفجير الروبوتات المفخخة، وزيادة الخطر على حياته وحياة أسرته، وانتقل مكرهاً إلى الجنوب، ليفاجأ بعد عودته بالدمار الصادم. ويقول: عدت إلى منزلي بعد وقف إطلاق النار، فوجدت بيتي متضرراً بشدة، فبدأت تثبيت شوادر الخيمة مكان الجدران لإنشاء غرفة وحمام، فيما لم أتمكن من بناء الجدران بسبب عدم وجود مواد البناء، ما ينذر بظروف معيشية قاسية مع اشتداد البرد خلال فصل الشتاء.
ومع كل يوم يمر، تتزايد مخاوف أهالي غزة من أن يتحول الحل المؤقت إلى واقع دائم تتآكل معه كرامة العائدين من النزوح وقدرتهم على البقاء، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، والذي يحمل معه خطر الانهيارات نتيجة الرياح والأمطار، بينما هم لا يملكون مأوى بديلا.
يقول الفلسطيني خالد السويسي وهو يشير إلى ما تبقى من بيته: لا يفصلنا عن الشارع سوى الشادر، وأصبحت الشوادر، رغم بساطتها، رمزاً مؤلماً للمرحلة، فهي وسيلة الستر الوحيدة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح