تهامة وإسقاط الهيمنة واستعادة القرار من قبضة الوصاية وتواطؤ الأدوات كتب عبدالمجيد زبح

قد تظهر تسميات تجسد تفاعلات ظرفية كأن توصف العلاقات بكونها شللية أو تُقرأ الانتماءات في إطار سلالي أو مناطقي ضيق للغاية غير أن هذه التصنيفات مهما اكتسبت من حضور عابر تبقى ظلالًا ضمن مشهد أوسع وأعمق وأخطر فالقضية التهامية بما تنطوي عليه من تراكم تاريخي وامتداد نضالي لا يمكن حشرها في هذه الزوايا المصطنعة ولا اختزالها في صراعات تافهة أو تحالفات مغشوشة لأنها قضية شعب وهوية وتاريخ ومنظومة ظلم ممنهج تمتد من قرون التسلط الإمامي حتى تحالفات الجمهورية الورقية التي أعادت إنتاج الهيمنة بصورة مدنية سطحية
ليست تهامة ساحة صراع داخلي وخارجي فقط بل ساحة اشتباك بين مشروعين مشروع يسعى للكرامة والتحرر والانعتاق من قبضة المركز الهضبوي الزيدي ومشروع آخر يلتف بعباءات متنوعة ليبقي تهامة رهينة الجغرافيا المكسورة والإقصاء المتعمد والاستثمار السياسي طويل الأمد لموقعها وسكانها وتاريخها وكلما حاولت تهامة النهوض أعيد تكبيلها لا من الخارج الهضبوي فحسب بل بالأدوات المصنوعة محليا والتي تم زرعها داخل الجسد التهامي بوعي تام من صناع الهيمنة الزيدية
فما تواجهه تهامة اليوم ليس فقط بقايا نظام زيدي قديم أو مركزية فاسدة أو مشاريع موازية تخشى التعدد بل منظومة إقصاء متكاملة تعمل على اختراق الوعي التهامي من الداخل وحقن جسده النضالي بأدوات مصنعة خصيصا لتشويهه وتفكيكه ومنع تشكله كمشروع وطني مستقل قادر على الوقوف بندية أمام مراكز القوى .
وفي كل محطة مفصلية في تاريخ تهامة تظهر الأدوات الهشة والأدوات التي لا جذور لها ولا انتماء حقيقي للأرض التهامية أدوات صنعت في مطابخ صنعاء الزيدية أو استنسخت في لحظات ضعف سياسي لتكون بيادق مؤقتة مهمتها الوحيدة ضرب النضال التهامي وتشويهه وتحجيمه تحت لافتات براقة ومواقف مطاطية لا تصمد أمام اختبار الانتماء والصدق والميدان
لقد تحولت تهامة إلى ساحة استثمار سياسي مفتوحة أمام أدوات تم تجنيدها لإجهاض أي محاولة تحرر حقيقي أدوات تم صناعتها في مطابخ الهضبة أو في دوائر حزبية لتكون أذرعا لاحتواء التهامي لا لتمثيله ولتدجين صوته لا لحمايته .
والمأساة الكبرى هي محاولات
ارسال الخبر الى: