نقد السردية الأندلسية في التاريخ التونسي

20 مشاهدة

الأندلسيون جابوا الحضارة لتونس، لم تكن هذه العبارة تصريحاً عابراً لشخص يفتخر بأصوله البعيدة في عمل تاريخي ما، إذ تكرّرت المقولة بأكثر من شكل، تصريحاً أو تلميحاً، في بودكاست بُثّ في تونس، حاول الإجابة عن عدد من الأسئلة الإشكالية حول مرحلة مهمة من التاريخ التونسي، لكنّه انخرط عوضاً عن ذلك في اجترار سردية صنعتها قرون من الكتابة التاريخية والممارسات الاجتماعية، قوامها خطاب استعلائي يفاضل الأندلسيين على غيرهم من السكان المحليين.

تعود القصة إلى سنة 1609، عندما قرّر الملك الإسباني فيليب الثالث طرد الموريسكيين مرّة واحدة وإلى الأبد خارج حدود إسبانيا، وكانت تونس على رأس دول الاستقبال، إذ استقبلت وحدها حوالى 80 ألفاً من المطرودين، في وقت لم يتجاوز فيه عدد سكّان البلاد مليون نسمة. وُصفت هذه العملية، في البودكاست نفسه الذي نُشر على منصّة الكتيبة الشهر الفائت، بأنها أكبر عملية توطين في تاريخ البلاد.

وبالرغم من تنوع ضيوفه، وهم مؤرخ وصحافية ورئيس جمعية رياضية جمعتهم أصولهم الأندلسية، إلّا أنه لم يأتِ في الواقع بجديد، سوى تكرار الخطاب التمجيدي المعهود، ولكن هذه المرة مع إسقاطات على إشكالات الهجرة في واقع مختلف كليّاً اليوم.

اعتراف رسمي بالتفوّق

ركّزت السردية التاريخية التونسية الرسمية على تفوّق المجموعة الأندلسية مقارنة بغيرها من السكان، وفي الوقت نفسه على الاحتفاء بحدث الهجرة وحفاوة السلطة العثمانية في تونس به. وهي سردية كتبت من نخبة أندلسية تصدّرت التأريخ للسلالات الحاكمة في تونس، على غرار ابن السراج الأندلسي، صاحب الحلل السندسية في الأخبار التونسية، أبرز عمل تاريخي عاصر تلك المرحلة، وعلى خطاهم نسجت شخصيات عديدة مثل حمودة بن عبد العزيز في أواخر القرن الثامن عشر.

سردية رسمية تعيد إنتاج صورة تفوّق الموريسكيين على البقية

ركّزت هذه المدونة على ما قدمته الجالية الأندلسية من إسهامات للفضاء التونسي علمياً وسياسياً واقتصادياً، وهو الخط الذي سارت عليه حتّى الكتابات الأكاديمية والخطاب الإعلامي المعاصر، إذ يُتحدّث عن الثورة الفلاحية التي أحدثها استقرار الأندلسيين في الشمال التونسي، لكن دون طرح سؤال محوري للغاية،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح