نظرة سريعة على قمة لم تكن جامعة

94 مشاهدة

| دكتور محيي الدين عميمور

قبل أن تمر 24 ساعة على صدور بيان القمة العربية الطارئة الذي قدم التصور العربي لإعادة تعمير ما دمره التوحش الإسرائيلي في غزة حتى قال الرئيس ترامب بالأمريكاني الفصيح: “طز فيكم”… لا بديل عمّا أحدده واركبوا أعلى خيولكم، أو بغالكم أو “رولزرويسكم”.

وكان ذلك نفس تصرف الكيان الصهيوني إثر إعلان المبادرة العربية التي ما زال البعض يتمسك بها إلى اليوم، مرددا شعار اعتبار السلام كخيار استراتيجي بينما لا يتردد العدو في إعلان نواياه العدوانية ليل نهار.

وترددت شعارات رائعة وبلاغيات جميلة في قاعة الاجتماعات الكبرى، لكن كان واضحا أن المطلوب من القمة الطارئة المؤجلة اعتماد المشروع المصري لإعادة إعمار غزة، والذي كان قد رُفع إلى “قميمة” مصغّرة استُبعدت منها أطراف عربية بدون مبرر موضوعي، اللهم إلا الخوف، على ما أظن، من طرح تساؤلات قد تتناقض مع الهدف الحقيقي للعملية كلها، والتي تساءلت عنها في الحديث السابق ما إذا كان “الماتش” قد تم بيعه.

وبدا أن الخطة التعميرية ستكون في واقع الأمر مجرد غطاء لتفادي المواجهة العملية لجرائم العدوان الصهيوني الوحشي الذي يمارس إبادة جماعية سجلها كل الأحرار في العالم، والتهرب من النجدة الفورية التي يحتاجها الشعب الفلسطينية في الضفة والقطاع والشعب اللبناني في الجنوب.

ولقد تابعت النزر اليسير الذي عُلم من اللقاء التحضيري في الرياض، ولأنني لا أعرف الغيب أكرر القول بأنني لم أفهم كيف لم يُدعى المغرب الذي يرأس لجنة القدس ودوره أساسي في حماية أول القبلتين، وكيف لا تدعى الجزائر وهي العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، ودورها الإفريقي في محاصرة الكيان الصهيوني والتنديد به جعلها لاعبا أساسيا في الصراع العربي الإسرائيلي، برغم أنها ليست من دول الطوق.

وتنعقد القمة الطارئة المؤجلة في العاصمة المصرية، ويقف الجميع، للأمانة، ضد مؤامرة التهجير، وهو ما كان أمرا إيجابيا بشرط ألا يُصرّ البعض على تقديمه كموقف تاريخي إبداعي للقمة، حيث أنه موقف طالب به العالم بأسره، ومن هنا فالخروج به كتوصية عربية لا يعتبر إنجازا يستحق

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الخبر اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح