نحر الذبائح قبل وصول ترامب

115 مشاهدة
على بعد أسبوعين من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط تدور في غير دولة عربية عمليات استهداف لكل ما يمثل تيار الإسلام السياسي سواء أكانت قوى سياسية منتظمة في حالة سياسية مستقرة ومشاركة في السلطة بدرجة أو بأخرى كما في الأردن ولبنان أم حركات مقاومة وطنية مسلحة ضد الاحتلال كما يحرض الآن محمود عباس ضد المقاومة الفلسطينية وكما يشتعل الخطاب السياسي العربي الرسمي في معظمه محملا المقاومة المسؤولية عن مأساة غزة الانصهار الكامل في أيديولوجية اليمين الصهيوني المتطرف والعداء المطلق للإسلام السياسي كانا في صلب الحملة الانتخابية لدونالد ترامب في رئاسته الأولى 2017 2021 وعبر عنها في ذلك الوقت مستشاره للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون راسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة الذي وصفه المعلق الإسرائيلي شيمي شاليف بأنه مع ترامب يأخذان بتوصيات نتنياهو عن الإسلام المتطرف ويتشاركان في رؤية ما يعتبرانها قوى الإسلام السياسي الظلامية بوصفها الخطر الأكبر على الحضارة الغربية في السياق نفسه نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية مقالا بعنوان ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف قالت كاتبته ميمي بير إن الرئيس الأميركي يدرك أن ما حدث في غزة لم يكن إبادة جماعية من إسرائيل بل إبادة ارتكبتها حماس ضد شعبها في رئاسة ترامب الثانية هناك أكثر من ستيف بانون شراسة في التبني التام للرؤية الصهيونية والعداء العميق لحركات الإسلام السياسي التي تمارس فعل مقاومة للاحتلال منها والتي تنخرط في عمل سياسي قانوني في بلادها لذا ليس من قبيل المصادفة أن يشطب الإسلام السياسي من المشهد السياسي والاجتماعي في الأردن بالتزامن مع اعتقال الإدارة السورية الجديدة التي تحاول أن تثبت لواشنطن أنها معتدلة ونصف ممثلي سرايا القدس الفصيل الفلسطيني المقاوم وكذلك مع تصاعد الخطاب السياسي والإعلامي ضد حزب الله في لبنان وأيضا مع حملة التحريض البذيئة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضد المقاومة الوطنية الإسلامية في غزة لا يمكن تجاهل تزامن كل هذه الانتفاضات الرسمية ضد محور المقاومة وحواضنه في عواصم عربية مع قرب وصول ترامب الذي لا يمر يوم إلا ويعلن فيه التطابق التام مع أهداف نتنياهو وحرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني في غزة وكذلك رؤيته إلى الإسلام السياسي باعتباره العقبة أمام حلمه الأكبر وهو التوصل إلى التطبيع السعودي الإسرائيلي الكامل الذي ينظر إليه بوصفه التدشين الحقيقي لشرق أوسط تهيمن عليه إسرائيل هذا العداء الشديد للإسلام السياسي يقابله اندفاع أشد نحو التطبيع مع اليهودية السياسية المتطرفة التي تجسدها الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تضم مجموعة من غلاة اليمين الصهيوني في مقدمتهم بنيامين نتانياهو مؤسس نظرية مضمونها أن إقصاء القوى السياسية الإسلامية والاندماج في علاقات تطبيع مع الاحتلال الصهيوني هما الضمانة الأولى لاستقرار عروش الحكم العربية إذ كان هذا المجرم بنص حكم الجنائية الدولية صاحب براءة اختراع محور الاعتدال العربي حين تحدث قبل 11 عاما عن حلف إقليمي جديد يجمع إسرائيل ودولا عربية سنية تحت مسمى معسكر الاعتدال في اللحظة نفسها التي أعلن فيها تدشين النضال من أجل سن قانون يهودية إسرائيل في مايو أيار 2014 وهو ما تحقق بالفعل بعد أربع سنوات فقط حين أقر الكنيست قانونا ينص على يهودية دولة الاحتلال الذي نص على أن إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي وأن حق تقرير المصير فيها يخص الشعب اليهودي فقط والحال كذلك لو حسبت حجم التقارب بين المعتدلين العرب والمتطرفين الصهاينة على كل المستويات السياسية والتجارية والاقتصادية لوجدت ازدهارا في التعاون الاقتصادي تدفقات الغاز الطبيعي من الاحتلال إلى مصر والأردن وانتعاشا في التقارب السياسي قمة النقب برئاسة إسرائيل حضرتها دول مصر والأردن والمغرب والبحرين ومناورات عسكرية مشتركة بحضور مصر والإمارات وقطر ذلك كله قابله تصاعد حدة الاستهداف لكل ما ينتمي إلى إسلام سياسي يقاوم أو يساعد على المقاومة لتكون المعادلة المطروحة باختصار هي معادلة ترامب واليمين الصهيوني استئصال مشروع الإسلام السياسي مقابل دمج المشروع الصهيوني

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح