نازحون لبنانيون يروون قصص الهروب من الموت
أشعر أنني أختنق، لا أستطيع تجاوز ما حدث لي ولأولادي، بهذه الكلمات بدأت الناشطة الاجتماعية، الخبيرة بالحماية الأسرية، رنا غنوي، رواية تجربتها المرعبة عقب الغارات الإسرائيلية، التي استهدفت بلدتها كفر رمان الجنوبية.
ومع بدء القصف صباح أمس الاثنين، قررت عائلة غنوي الاحتماء في غرفة الرياضة داخل المنزل، باعتبارها الغرفة الأكثر تحصيناً، وتقول غنوي لموقع الحرة أدخلت أولادي إليها، لكن شعوراً داخلياً دفعني إلى تغيير رأيي، فانتقلت وإياهم إلى غرفتهم.
طلبت غنوي من زوجها التوجه إلى الدكان لشراء الطعام، لكن قبل أن يغادر المنزل، سمعنا صوت طائرة تحوم فوقنا، فعرفنا أن الصاروخ في طريقه إلينا.
لم تتردد غنوي لحظة، ركضت نحو أولادها واحتضنتهم بجسدها لحمايتهم، وتشرح أدرت ظهري للنافذة حتى أتلقى الشظايا، ليبقوا هم على قيد الحياة، وعقب الانفجار، اكتشفت أن غرفة الرياضة قد دمرت بالكامل، والشظايا والزجاج منتشرين في كل مكان. أصيب ابني بحالة انهيار وبدأ بالصراخ: أريد المغادرة، أريد المغادرة.
لم يكن أمام أفراد العائلة سوى الهروب فوراً من المنزل، فصعدوا إلى السيارة وبدأوا رحلة البحث عن الأمان، ليكتشفوا أن الحي تعرض لتدمير واسع. علقت العائلة لساعات في زحمة السير، وفجأة سمعوا صوت صاروخ آخر، وتقول غنوي نزل الصاروخ على بعد 8 أمتار فقط من الطريق، اشتعلت سيارتان، ورأيت شيئا يتدحرج، اعتقدت بداية أنها مركبة وإذ يظهر أنه صاروخ لم ينفجر.
ترجلت العائلة من السيارة وبدأ أفرادها بالركض والصراخ، وتقول غنوي لأول مرة أعلم أن الصاروخ أكبر من السيارة، أحمد الله أنه لم ينفجر، بعد أربع ساعات من الهروب، بدأ أولادي يشعرون بالجوع ويحتاجون إلى استخدام دورة المياه، عندها قصدت منزلاً على جانب الطريق، وطلبت من صاحبته بعض الطعام.
استغرقت رحلة عائلة غنوي 14 ساعة للوصول إلى برّ الأمان بسبب الازدحام المروري الخانق على الطرقات وغياب العناصر الأمنية المكلّفة بتنظيم حركة السير، كما تقول، مضيفة وصلنا حوالي الساعة الرابعة صباحاً إلى منزل صديقتي في بلدة المغيرية بإقليم الخروب، في قضاء الشوف، وما زلت أشعر بصدمة مما حدث، فكلما نظرت
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على