ميناء تشابهار يعكر صفو علاقات واشنطن مع نيودلهي ما الأسباب
٣٤ مشاهدة
يطرح توقيع الهند مع إيران اتفاقية تطوير ميناء تشابهار الإيراني على بحر العرب السؤال حول ماذا كانت نيودلهي فقدت الأمل في الممر التجاري الهندي الخليجي الأوروبي الذي تم التوقيع عليه في قمة العشرين السابقة في نيودلهي وحول ما إذا كان تعاون الهند مع إيران في تطوير الميناء سيعكر صفو العلاقات بين واشنطن والهند وكانت الولايات المتحدة تعقد آمالا على هذا الممر في تحطيم طريق الحرير الصيني ولكن يبدو أن هذه الآمال تحطمت بعد عملية طوفان الأقصى والحرب الوحشية على قطاع غزة وذلك وفقا لتصريحات مسؤول هندي مع التلفزيون الهندي اليوم الثلاثاء ويحمل توقيع اتفاقية طويلة الأجل بشأن تطوير ميناء تشابهار في إيران أهمية استراتيجية كبرى نظرا لدوره المتوقع في ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب INSTC وهي مبادرة واسعة النطاق للنقل البري والسكك الحديدية والبحرية تربط روسيا بإيران والهند وقال وزير الشؤون الخارجية الهندي في لقاء اليوم الثلاثاء مع القناة الرسمية لـتلفزيون الهند إن ميناء تشابهار يفتح آفاقا واعدة للاقتصاد الهندي ودخول سوق الشرق الأوسط قبل أن يشير إلى أن لدى واشنطن مصلحة أمنية جيوسياسية واقتصادية رئيسية في الهند لكنه أضاف أنه في الآونة الأخيرة حذرت الولايات المتحدة الهند من عقوبات محتملة إذا لم توقف البلاد المفاوضات ما تسبب في زيادة التوترات السياسية ولكن لماذا تنزعج الولايات المتحدة من المصالح البحرية الهندية وما هي الآثار التي يحملها ميناء تشابهار لكلا البلدين يرى محللون أن الولايات المتحدة غير راضية عن اتفاق تطوير ميناء تشابهار لأنه قد يقوض العقوبات الأميركية على إيران وفرضت الولايات المتحدة عقوبات عديدة على إيران ويمكن اعتبار صفقة تشابهار بمثابة تقويض لهذه الجهود وحذرت الولايات المتحدة من أن أي دولة تفكر في عقد صفقات تجارية مع إيران يجب أن تكون على دراية بالمخاطر المحتملة للعقوبات أما العامل الثاني فهو المصالح الاستراتيجية إذ يوفر ميناء تشابهار للهند طريقا تجاريا مباشرا إلى أفغانستان وآسيا الوسطى متجاوزا باكستان ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تغيير ديناميكيات التجارة الإقليمية والتأثير على التوازن الاستراتيجي لمصلحة الهند والذي قد لا يتماشى مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة ولا يستبعد محللون أن تؤدي الصفقة إلى توتر العلاقات الأميركية الهندية حيث قد تنظر إليها الولايات المتحدة على أنها خطوة تتحدى سياستها في عزل إيران اقتصاديا ومع ذلك قلل وزير الشؤون الخارجية الهندي من أهمية التهديد بالعقوبات الأميركية مشددا على الفوائد الإقليمية للمشروع وتمثل صفقة تشابهار عنصرا معقدا للعلاقات الدولية حيث يجب على الولايات المتحدة أن توازن سياستها تجاه إيران مع شراكتها الاستراتيجية مع الهند من جهته قال السفير الإيراني لدى الهند إيراج إلاهي اليوم الثلاثاء في تعليقات لصحيفة هندستان تايمز إن أهمية الهند ستمنع أي دولة من فرض عقوبات عليها بسبب تعاونها مع إيران وأضاف إلاهي للصحيفة التي تصدر بالإنكليزية أن أي عقوبات أميركية ستضر بالمصالح التجارية للعديد من الدول التي تنظر إلى ميناء تشابهار في إيران بوصفه مركز عبور ويرى تحليل أن تطوير ميناء تشابهار بموجب الاتفاقية الثلاثية الأفغانية الإيرانية الهندية سيكثف مشاركة إيران والهند في التجارة مع أفغانستان مما يزيد من عزلة الولايات المتحدة وباكستان وقال المدير السابق ومنسق غرفة التجارة والصناعة الباكستانية الأفغانية المشتركة ضياء الحق سرهادي في تعليقات نقلها موقع كريدل إن باكستان خسرت بالفعل 80 من تجارة الترانزيت مع أفغانستان على الرغم من التشغيل الجزئي لميناء تشابهار ومع توقيع هذه الصفقة ستنتقل أعمال النقل المتبقية إلى الموانئ الإيرانية مما يؤدي إلى إخراج باكستان تماما من التجارة مع أفغانستان ويشير سرهادي إلى أن إسلام أباد نفسها ثبطت عزيمة المستوردين الأفغان من خلال فرض رسوم وضرائب باهظة على أعمال تجارة الترانزيت بما في ذلك ضمان مصرفي بنسبة 100 بالمائة على الحاويات التي تحمل بضائع الترانزيت الأفغانية وأثار التوقيع غضب واشنطن حيث يعتبر الممر الإيراني الهندي تحولا في الأولويات بسبب إعادة تنظيم التجارة الدولية في البداية لم تعترض الولايات المتحدة على مشاركة الهند في مشروع تشابهار معتقدة أنها ستنافس مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات وتتصدى لنفوذ بكين المتزايد في المحيط الهندي وبحر العرب واعتبرت الولايات المتحدة الميناء الإيراني بمثابة منافس مباشر لميناء جوادار الذي تموله الصين في مقاطعة بلوشستان الباكستانية مما خفف موقفها بشأن ميناء تشابهار ولكن عندما أبرمت دلهي وطهران الاتفاق دفعت الولايات المتحدة الدول المجاورة لإيران إلى الامتناع عن الانخراط في أي تجارة مع الجمهورية الإسلامية التي تخضع بالفعل للعقوبات الأميركية وتؤكد الأوساط السياسية الباكستانية أن الولايات المتحدة شعرت بتهديد جيوسياسي في المسعى الهندي حيث توقعت إقامة شراكة اقتصادية وعسكرية أكثر جوهرية بين إيران وروسيا والهند من خلال إنشاء ميناء تشابهار وتزامنه لاحقا مع المجلس الهندي للتجارة والاستثمار