مولد القائد مولد للأمة

89 مشاهدة

يمني برس | د/ حمود الأهنومي

في ذكرى مولد سيد العالمين ورسول رب الخلائق أجمعين نتذكره باعتباره الرحمة المهداة والنعمة المسداة من الله الرحيم إلى هذه البشرية التي كانت تتيه في ظلمات الجاهلية المشتقة من الجهل بالله وبشرائع دينه، وتخبط في أوحال الوثنية، وتقتل بعضها لأتفه الأسباب، وتفخر بشرب الخمور، وقتل النفس المحرمة، وكانت تأكل الميتة، ويعتدي القوي منها على الضعيف، فاستطاع بقوة إيمانه وببصيرته النافذة وجهاده القويم الواعي أن يخرجها – وهي التائهة القلقة الحائرة المتزلزلة الخابطة في الفتنة – إلى حيز الوجود في ظهراني التوحيد لله رب العالمين، وفي وجهة التوجه إليه واتخاذ شرائعه ووحيه ودينه مصدرا للسعادة والخير والرحمة ومنهجا للعمل على مقتضاه.

في غضون أعوام قليلة غيّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجرى تاريخ البشرية بشكل لا مثيل له في تاريخ الإنسانية، وأعاد الأمة الضائعة في أوهام الجهل، وخرافات الكفر إلى الوحي الإلهي، أخرج منها أمة متحابة مترابطة تدعو إلى دين الله بعد أن كانت تدين بأوثان ربما جاعت فأكلتها، وتجاهد تحت لوائه بعد أن أفنت بعضها قتلا ودمارا، لقد أمّدها بتسديد من ربه بمقومات البقاء والاستمرار والتطور والنماء والقوة والمنعة، ووصل إلى تلك الحالة العظيمة في أبلغ الوجوه وبأقل الخسائر.

يمثّل اليوم مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكرى الأمة العظيمة الذي ينبغي أن تتخذه مناسبة في كل عام لتتمثل الحالة التي تعيشها اليوم والتي قد تشبه حالة الجاهلية من وجه أو آخر، فتكون الذكرى باعثة للتحليق في أجواء النبوة وأخلاق الرسالة وتعاملات الوحي الإلهي ليكون للأمة نصيب وافر وجزء مهم من هذا التراث الإلهي النبوي، والذي يجب أن ينعكس على آمالها وأخلاقها وعلاقاتها، حتى تتخلّق من جديد، وتتولد في أنحائها الوحدة بدلا من الفرقة، والعلم بدلا من الجهل، والرابطة الإسلامية بدلا من الروابط الأخرى، والعزة بدلا من الذلة، والهدى بدلا من الضلال والتيه، والقوة بدلا من الضعف، والعمل الصالح بدلا من العمل السيء، وبه يظهر كيانها الموعود به عند الإيمان والعمل

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمني برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح