عقب فشلها في مواجهة صنعاء البحرية الأمريكية تلغي برنامج فرقاطات كونستيليشن في تحول استراتيجي تاريخي
تقرير _ المساء برس|
في أعقاب فشل البحرية الأمريكية في معارك البحر الأحمر، والتي كشفت عن ثغرات خطيرة في مواجهة التهديدات غير المتماثلة، أعلن البنتاغون عن قرار صادم بإلغاء برنامج فرقاطات “كونستيليشن” بالكامل.
وهذا القرار لم يأت من فراغ، بل يمثل الاعتراف الأوضح حتى الآن بإخفاق المنصات التقليدية في التصدي لتحديات الحرب الحديثة، بعد أن عجزت أعتى الأساطيل الأمريكية عن تأمين الملاحة الدولية أمام هجمات المسيرات والصواريخ الباليستية اليمنية.
ويُعتبر قرار إلغاء الفرقاطات، التي كانت تُصور على أنها عماد الأسطول المستقبلي، رد فعل مباشر على الدروس القاسية المستفادة من معارك البحر الأحمر، فبدلاً من المضيّ في بناء سفن كبيرة وبطيئة وباهظة التكلفة – أشبه بـ “أهداف بطيئة” في مواجهة التهديدات الحديثة – تتجه الاستراتيجية الأمريكية الجديدة بشكل عاجل نحو الاستثمار في أسراب السفن الهجومية الصغيرة والمنصات المسيرة غير المأهولة.
وتهدف هذه الخطوة إلى سد الفجوة التكتيكية التي كشفتها المواجهات، من خلال بناء أسطول أكثر عدداً ومرونة وقدرة على تحمل الخسائر، يمكنه التعامل مع الحروب الحديثة.
ويترجم القرار على الأرض بإيقاف جميع أعمال البناء الخاصة بالفرقاطات الأمريكية في حوض “مارينيت”، بينما يستمر العمل على السفن المخصصة للسعودية تنفيذاً للعقود السابقة.
ويؤكد المحللون أن العجز الواضح للبحرية الأمريكية في مواجهة قدرات” الحوثيين”، رغم تفوقها الساحق تقنياً وعددياً، كان الصفعة التي أيقظت مخططي البنتاغون، ودفعتهم إلى إعادة النظر في أولوياتهم بالكامل.
لقد أثبتت المنصات الصغيرة والمسيرة فاعليتها في تلك المواجهات، بينما وجدت الفرقاطات والمدمرات نفسها في موقع الدفاع والخطر.
وهذا التحول الجذري- بحسب مراقبين- ليس مجرد تغيير في العتاد، بل هو انقلاب في العقيدة القتالية، في عصر أصبحت فيه الحرب البحرية مواجهة بين صواريخ رخيصة وسفن بمليارات الدولارات.
وأشار المراقبين إلى أن القرار الأمريكي يرسل رسالة واضحة، بأن عصر السفن الحربية العملاقة آخذ في الأفول، ومستقبل القتال البحري سيكون لأسراب السفن الذكية والصغيرة والصواريخ والمسيرات التي تعلمت دروسها الأولى من مياه البحر الأحمر.
ارسال الخبر الى: