مهرجان ووترووركس إيقاعات على سبعة مسارح
قبل خمسة أعوام انطلق مهرجان ووترووركس (Waterworks) للموسيقى الإلكترونية، ليصبح أحد أبرز الفعاليات الموسيقية في العاصمة البريطانية، وأحد أكثر المشاريع طموحاً في المشهد الموسيقي اللندني، وقد رسّخ لنفسه مكانة خاصة بوصفه مساحة لعرض الأصوات المستقلة والتجريبية بعيداً عن القوالب التجارية السائدة. يعود المهرجان هذا العام إلى حديقة غانرزبري (Gunnersbury Park) في غرب لندن يوم السبت المقبل، ليحتفل بمرور خمس سنوات على انطلاقه، مقدّمًا برنامجًا يمتد على مدار 11 ساعة متواصلة من العروض الحيّة على سبع منصات عرض. ما يميّز ووترووركس هو فلسفته التنظيمية الواضحة: لا يوجد وجه مركزي يسطع فوق الجميع، بل فسيفساء موسيقية تعكس طبيعة هذا المشهد وتنوّع جمهوره. في هذه المقاربة، يتحوّل ووترووركس من حدث ترفيهي إلى مساحة ثقافية واجتماعية معنية بصياغة التجربة الجماعية في الموسيقى الإلكترونية. يكتسب المهرجان شرعية أخلاقية بنشره تقاريره التي تقرن البيئة بالمجتمع وتدعو إلى الالتزام بالشراكات المجتمعية وفرص التوظيف للشباب والفئات غير مكتملة التمثيل.
على مستوى الأسماء، تأتي نخبة هذه النسخة لتجمع بين الأصوات المؤسسة والوجوه الصاعدة. ومن بين الرواد المشاركين: دي في إس وان (DVS1)، أحد أبرز وجوه التكنو الأميركي الطليعي، سكي ماسك (Skee Mask)، المنتج الألماني المعروف بدمجه البريك والإيقاعات المجرّدة، سبشال ريكويست (Special Request)، مشروع بول وولفورد الذي يعيد قراءة البريكبيت والجانغل، وجون تالابوت (John Talabot)، الإسباني الذي قدّم مدرسة في المزج بين الهاوس والآرت-بوب. ويشارك أيضًا ماكس كوبر (Max Cooper)، صاحب التجارب البصرية السمعية المركّبة، وبالمز تراكس (Palms Trax)، المعروف بخطوط الهاوس الدافئة ذات الجذور الكلاسيكية.
لا يركن مهرجان ووترووركس إلى فكرة الضخامة بالمعيار التقليدي الذي يُقاس بعدد الحضور أو بشدة الإبهار البصري. فقوته تكمن في الهندسة: هندسة جدول موسيقي متوازن بلا هرمية أو نجم أوحد، وهندسة حركة جمهور يتنقّل بين سبع منصّات متمايزة، وهندسة بيئة سمعية واجتماعية آمنة، وأيضًا هندسة قيم تربط المتعة بالمسؤولية. عبر هذه المستويات، استطاع المهرجان أن يرسّخ مكانته بين أبرز مهرجانات لندن من ناحية جودة التجربة ودقة التنظيم، وأن يقدّم نموذجًا مختلفًا لكيفية
ارسال الخبر الى: