مناهج التشييع القسري في اليمن كتاب الحديث والتهذيب نموذجا

في مناطق الاحتلال الحوثي، لم يعد التعليم وسيلة لبناء الإنسان وتنمية الوعي الوطني، بل تحوّل إلى أخطر أدوات الهيمنة الفكرية والطائفية، بعد أن تم تجيير المناهج الدراسية لفرض سردية مذهبية قائمة على الاصطفاء السلالي، ونفي الآخر، وإقصاء المكونات السنية من الفضاء التعليمي والديني.
أحدث الأدلة على هذا التوجّه، كتاب الحديث والتهذيب المقرّر على طلاب الصف الثالث الثانوي في مناطق سيطرة الحوثي، والذي يُظهر بوضوح كيف يتم إعادة إنتاج التشيّع الزيدي في ابشع نسخه، وفرضه على طلاب ينتمون لبيئة سنية خالصة، عبر انتقاء الأحاديث، وتحريف سياقاتها، وتفسيرها ضمن أطر عقائدية ضيقة، تمهّد لتقديس السلالة، وترسيخ مشروع الإمامة الزيدية.
يفرد المنهج الحوثي درسا خاصا لحديث الثقلين، بالصيغة المتفق على تضعيفها إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ثم يبنى على هذا الحديث تأويل مذهبي يعتبر أن الهداية لا تتحقق إلا عبر آل البيت المزعومين، وأنهم وحدهم القناة الشرعية لفهم الدين، بل وتتكرس الفكرة بأن ولايتهم ليست خيارا، بل شرط للإسلام والنجاة، ويغيب عن المنهج – عمدا – أن هذا الحديث مختلف في صحته، وأن روايته بهذه الصيغة محل خلاف بين علماء الحديث.
فحديث العترة ورد بعدة طرق، منها ما رواه الترمذي وقال عنه: حديث حسن غريب، لكنه لم يصحّحه، وعلّق عليه بعض أهل العلم بأنه منكر الإسناد.
أما رواية كتاب الله وسنتي، فهي المشهورة عند أهل السنة، وقد رواها مالك، وصححها الحاكم والبيهقي، وجعلها كثير من العلماء أرجح وأوثق، خاصة لثبوت معناها وموافقتها للأحاديث المتواترة في الحث على السنة.
وقد اتفق المحدثون والفقهاء أن رواية العترة – ان ثبتت- لا تدل على العصمة أو الحصرية، وإنما تُفهم على ضوء الشرع ومجمل النصوص، وأن الاقتداء بآل البيت يكون في حال استقامتهم على السنة، لا باتخاذهم مرجعية فوق النصوص أو وسطاء بين العبد وربه.
هذا التحريف في المنهج لا ينطلق من احترام التعدد، بل من مصادرة الموروث السني كليا، فطلاب السّنة، الذين يشكّلون كل الشعب اليمني
ارسال الخبر الى: