ممر السعودية إلى المستقبل

لطالما كنت وغيري من أصحاب الرأي ننظر إلى رؤية السعودية 2030 منذ إعلانها للمرة الأولى في أبريل (نسيان) 2016، ليس باعتبارها رؤية سعودية محضة، بل لكونها تتعدى الجغرافيا السعودية لتمتد بعيداً شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، ينتشر خيرها العميم على شعوب المنطقة والعالم.
ربما كان خير دليل على ذلك تلك النظرة الاستشرافية لمهندس الرؤية السعودية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود حينما أكد في 2018 أن الشرق الأوسط سيكون أوروبا الجديدة، في وقت كان العالم ينظر باستغراب نحو هذه التصريحات التي تتناول منطقة تعيش حال توتر مقلق.
لكن صاحب الرؤية كان يرى دول الخليج والأردن ومصر والعراق، وغيرها من دول المنطقة التي ستنضم تباعاً، منذ انطلاق ذلك التصريح في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، على موعد مع عقود ثلاثة من التنمية غير المسبوقة وتلاشي مسببات عدم الاستقرار، ستفضي لبروز قطب إقليمي عالمي الأبعاد يعيد التوازن المختل في العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية الدولية.
ها هو اليوم يقود قطاراً تنموياً فائق السرعة، وهو يمد يده للجميع حلفاء وخصوماً للالتحاق بركب الخير، ذلك المقاتل الشرس الذي يقف على قمة جبل طويق، فيرى آفاق الرؤية تتحقق بشكل أوضح، في معركة استعادة روح المنطقة المسلوبة من قوى الظلام التي يقودها التطرف والإرهاب وحكم الميليشيات والعصابات التي كبحت النزعات التجارية والاقتصادية الفطرية لشعوب المنطقة ودفعت بها نحو التدمير والفوضى والفقر والاستلاب.
كانت خاتمة تلك الرسالة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان أنه يأمل في هذه المعركة ألا يفارق الحياة إلا بعد أن يرى الشرق الأوسط على رأس الدول المتقدمة.
كان ذلك قراراً استثنائياً أعاد به ولي العهد السعودي روح الملك المؤسس وروح المملكة التي قامت من أجل خير شعوب الجزيرة العربية وما وراءها، ليضرب بيد من حديد فكر التطرف والغلو والتشرذم، الذي عاد لاحقاً ليتفشى في المنطقة بعد عقود عبر الإرهاب القاعدي والداعشي والميليشيات الطائفية مسبباً كثيراً من الآلام لشعوبها، ومهدراً لمقدراتها.
أمير الرؤية السعودية يعيد
ارسال الخبر الى: