مليشيا تتهم مريضا نفسيا ومشلولا بالتجسس وتقضي عليه بالإعدام

في واقعة جديدة تؤكد أن مليشيا الحوثي الإرهابية تجاوزت حدود العبث القضائي إلى كوميديا سوداء لا تخطر على عقل، أصدرت محكمتها حكماً بـ الإعدام رميًا بالرصاص على الشاب عماد شائع… الشاب الذي لا يستطيع تحريك نصف جسده، ولا يستطيع إدراك نصف ما حوله، ومع ذلك يدير عمليات تجسس “معقدة” لصالح أمريكا وبريطانيا وإسرائيل!، بحسب الحوثيين.

عماد، الذي يعاني من اضطرابات عقلية حادة وشلل نصفي نتيجة إصابة في الرأس، أصبح وفق رواية المليشيا “أخطر من أجهزة الاستخبارات العالمية”.

فبينما لا يستطيع السير دون مساعدة، تؤكد المحكمة الحوثية أنه قادر على “التخابر” وتنفيذ مهمات لا يقدر عليها حتى العملاء المحترفون.

واللافت أن عماد ليس معارضًا أو ناشطًا سياسيًا، بل هو نجل الشيخ الراحل شائع محمد عزالدين السلطان، وأحد أبناء أسرة تُعد من أبرز العائلات الموالية للجماعة في ريمة، ومع ذلك، لم يشفع ولاء أسرته ولا موقعها القبلي، طالما أن المليشيا وجدت فرصة لفتح “دفتر التهم الجاهزة”.

مصادر محلية أكدت أن الحوثيين ضمّوا عماد إلى قائمة تضم 17 شخصًا حكمت عليهم بالإعدام في يوم واحد، بتهمة الانتماء إلى “محور الشر” في المخيلة الحوثية (أمريكا – بريطانيا – إسرائيل)، لكن الفضيحة الأكبر هي أن عماد بالكاد يدرك ما يجري حوله، ويعيش فترات فقدان وعي واتزان، ما يجعل التهمة أقرب إلى نكتة سوداء.

وبحسب أقاربه، فإن “جريمة” عماد الوحيدة هي أنه رفض الانخراط في أنشطة المليشيا، بعكس بعض أفراد أسرته الذين يعملون معها مباشرة، حتى شقيقه الأكبر، الذي طالما دافع عن ممارسات الجماعة وغطّى على جرائمها — بما فيها قضية الشيخ صالح حنتوس، لم يستطع منع المليشيا من تكرار السيناريو نفسه مع أخيه.

وهكذا، تؤكد المليشيا مرة أخرى أن العدالة في مناطق سيطرتها لا تحتاج أدلة ولا منطق… يكفي أن تكون مختلفًا، أو صامتًا، أو مريضًا، أو حتى عاجزًا لتحصل على تهمة “جاسوس دولي”، وربما وسام شرف إضافي: “تهديد الأمن القومي الحوثي”.