مكفوفو غزة يهربون من الإبادة بالرسم

25 مشاهدة
تشارك عدد من الفنانين الفلسطينيين مع أشخاص مكفوفين لصنع لوحات فنية ملموسة وتشكيلها ضمن مبادرة الفن للجميع التي تهدف لدمج مختلف فئات المجتمع بالألوان واللمس في تحد لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على أهالي قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرا ويستخدم الفنانون ضمن مبادرتهم تقنيات متنوعة لصنع اللوحات البارزة من خلال نحت الخشب تمهيدا لتشكيل لوحات الفسيفساء والخرز أو تلوين اللوحات بعد تحديد الرسومات بزوايا وملامح بارزة تسعى مبادرة الفن للجميع إلى تمكين الأشخاص المكفوفين من التعبير عن أنفسهم من خلال الفن الملموس واللوحات التشكيلية التي يتشاركون في صنعها مع عدد من الفنانين في نوع من التفريغ النفسي خلال الأوضاع الضاغطة التي يمر فيها الفلسطينيون في قطاع غزة وتنبض روح الحياة والأمل من تحت ركام الحرب المفروضة على غزة داخل ورشات العمل التي تجمع بين فنانين محترفين مبصرين وعدد من الهواة المكفوفين والتي تمزج بين الرسم البارز وصنع لوحات الفسيفساء وتتناثر القطع الملونة والأدوات الفنية البسيطة داخل مرسم صغير بينما تتلمس أنامل المكفوفين الخطوط البارزة لتحول الحواس الأخرى إلى أداة تعبير بصري ولا يكتفي الفنانون بتقديم التعليم فحسب بل يشاركون في وضع الخطوط الرئيسية البارزة وإتاحة المجال للمكفوفين لإكمال تشكيل اللوحات عبر لغة فنية تتجاوز حدود البصر تقول ختام بكرون 28 عاما إحدى المشاركات المكفوفات في ورشات الرسم لـالعربي الجديد إنها تعمل على تجهيز لوحة فسيفساء تتضمن صورة لعصفور وغصن زيتون ضمن مبادرة الفن للجميع التي تهدف لتعريفها على الرسم بشكل ملموس ولم يسبق لبكرون خوض التجربة التي ترى أنها جديدة وتستحق ومن شأنها أن تساعدها على تجاوز الأوضاع النفسية السيئة التي تمر بها وتمدها بالطاقة الإيجابية عبر صنع لوحات تشكيلية جميلة ومفيدة في آن واحد وتوضح مساعدتها رغد درويش 22 عاما وهي طالبة فنون تشكيلية وتصميم غرافيك أنها تحاول مشاركتها في معرفة الشكل من خلال رسم الخطوط الأساسية للوحة بالقلم الرصاص ووضع الغراء ومساعدتها على معرفة الألوان ووضع القطع في الأماكن اللازمة تؤكد درويش لـالعربي الجديد ضرورة دمج الأشخاص المكفوفين في المجتمع من خلال الأنشطة المختلفة التي تتيح لهم التعبير عن أنفسهم ومواهبهم وتقول إذا لم نساعد بعضنا بعضا فلن نجد من يساعدنا وتشرح الفنانة آلاء سعد أن اللوحة التشكيلية حتى تصل للشخص المكفوف يجب أن تمر بمرحلتين الأولى تتمثل في رسم الخطوط الأساسية والتي تقوم هي برسمها فيما تساعدها زميلتها الفنانة مها سعد في معاودة تحديد الرسم عبر وضع سيليكون بارز يمكن الشخص المكفوف من ملامسة تفاصيل الشكل المرسوم تمهيدا لبدء المرحلة الثالثة ويشارك نصر الله البسوس وهو طالب في كلية الفنون مع الشخص المكفوف محمود الملاح في صنع لوحات ورقية بارزة عبر تقنية الطباعة العمياء التي تعمل على إبراز سطح عن جسم الورقة من دون إضافة لون أو مادة ويوضح البسوس لـالعربي الجديد أنه يساعد الملاح في تحديد اللوحات وإتاحتها له حيث يضع ورقة عليها وينحتها لتصبح اللوحة بارزة من الناحية الثانية مبينا أن هذا النوع من اللوحات يساعد المكفوفين في معرفة محتوى اللوحة أو مضمون النصوص المطبوعة بشكل ملموس ويشرح الفنان التشكيلي مهند السايس صاحب فكرة مبادرة الفن للجميع أن المشروع الذي يشارك فيه عدد من الفنانين التشكيليين من مجموعة أثر الفراشة يدمج بين 15 فنانا و15 من الأشخاص المكفوفين لصنع لوحات بارزة تتيح معرفة محتواها عن طريق اللمس ويضيف السايس لـالعربي الجديد أن معظم تفاصيل عمل اللوحة التشكيلية ملقاة على عاتق الشخص المكفوف بمساعدة الفنان المبصر الذي يساعده في رسم الخطوط العامة وتحديد الملامح الأساسية بشكل ملموس يسهل عليه إنتاج اللوحة كما يشير السايس إلى تنوع التقنيات المتاحة أمام المشاركين في الورشة سواء باستخدام الفسيفساء أو النحت بالخشب أو الجبس أو الخرز والصلصال أو لف الأوراق والتطريز بينما يكمن الهدف الأساسي من النشاط في دمج الأشخاص المعاقين في الفنون التشكيلية المتنوعة ويواجه الفريق الممول من مؤسسة همة صعوبة في توفير المواد الخام وفق توضيح السايس إلى جانب الصعوبات التي واجهوها نتيجة عدم تعاون بعض المؤسسات بفعل الأوضاع غير المستقرة ما دفعهم إلى تكوين فريق الأشخاص المكفوفين من داخل مخيمات النزوح

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح