مكاشفة البخيتي بين وهم الدولة وحقيقة المليشيا

تحاول بعض القيادات الحوثية الحديث باسم الدولة ولبس لباسها، إلا أن الحوثية التي اجتاحت العاصمة صنعاء ودمرت مؤسسات الدولة وألغت كل ما له صلة بالدولة من دستور وقانون ومؤسسات، وحولت العاصمة صنعاء إلى سجن كبير يعيش فيه المواطن اليمني بين الخوف والجوع والانتهاك اليومي للكرامة الإنسانية.
في نص له بعنوان مكاشفة تحدث محمد البخيتي عن مقومات الدولة وكتب ثلاثة منها، وجميعها تتناقض مع واقع المليشيا الحوثية، كون الدولة التي يتحدث عنها البخيتي أو ينشدها لا علاقة لها بالهوية الوطنية اليمنية، لأنها تستبدل الهوية الوطنية القائمة على الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والتنوع والشراكة بهوية تسميها الهوية الإيمانية قائمة على ما تسميه الحق الإلهي في الحكم، الذي يكرّس العنصرية ويعزز الطبقية والطائفية، ويرسخ الطاعة العمياء لعبدالملك الحوثي باعتباره قائداً بأمر من الله، وتربط الإيمان الحقيقي بالولاء له، بحيث من يعارضه يعتبر عدوا لله. ولذلك فإن جوهر المعركة الوطنية ضد المليشيا الحوثية هي معركة هوية وانتماء ودفاع عن القيم والمبادئ التي عاشها اليمنيون بعد ثورة 26 سبتمبر عام 1962م.
أما حديث البخيتي عن أن الخلاف اليوم لم يعد على شكل الدولة ونظامها بل على وجود الدولة، ففي هذه الحالة هو بحاجة إلى أن يرى نفسه وجماعته في مرآة الدولة، كونهم يعكسون واقع اللادولة ويتصرفون كعصابات مليشاوية تقتات من الفوضى والحرب، وتتغذى بغياب النظام والدستور والقانون، وتمارس أبشع الجرائم دون رادع.
مفهوم الدولة بالنسبة للحوثي أنها أداة يستخدمها للسيطرة على الناس ونهب الموارد، وأن المناصب تُمنح على أساس الولاء للسلالة لا الكفاءة، وأن عبدالملك هو الدولة لا يُسأل عمّا يفعل، وأن الولاء والطاعة للحوثي هما معيار لتطبيق القوانين، ناهيك عن ربط مصير اليمنيين بالمشروع الإيراني، وأن مصالح إيران في المنطقة مقدمة على أي مصالح يمنية.
لا يكف الحوثيون عن ترديد كلمة السيادة بما فيهم محمد البخيتي في مكاشفاته او بالاصح مغالطاته رغم أنهم أكثر من انتهك السيادة ووأد معناها، كونهم يتسلحون بسلاح إيران ويصرخون بشعارها ويدافعون عن مصالحها ويقررون بما يخدم اجندتها،
ارسال الخبر الى: