مصطفى الركابي أغلب المسلسلات لا تصنع لتشاهد بل لتوفر منحة

٢٢ مشاهدة
تخرج السيناريست والمخرج الشاب مصطفى الركابي من معهد الفنون الجميلة البصرة عام 2014 صدرت له مجموعة مسرحية في العام نفسه عنوانها حفل الافتتاح القصير كتب سيناريوهات أفلام قصيرة مع زملاء له أنتجها وأخرجها فنانون عديدون ثم تفرغ لكتابة سيناريوهات مسلسلات منها كما مات وطن وتسجيل خروج والعدلين والكهف آخر عمل له مسلسل الجنة والنار الذي اعتبره الجمهور خارج التقاليد المعتاد عليها في الدراما العراقية الجنة والنار الذي أخرجته أجمع الجمهور على أنه مختلف ما طبيعته ما الذي جعل الاتفاق عليه بهذا الشكل لم أسلك طريق المغايرة من باب الترف الفني وهوس التجريب المشاهد العراقي اعتبره مختلفا مقارنة بأعمال عراقية أخرى اعتادها في سنين طويلة بينها عدد كبير من مسلسلات مؤثرة ومهمة كتبها وأخرجها كبار وتركت أثرا عميقا في الناس أذكر دائما أن المصنع العراقي للدراما يعاني عطلا كبيرا في السنوات الأخيرة أضاع بوصلته وأصبح لا يفرق بين مواده الأولية ونوع الدراما التي عليه تقديمها بذلك خسر كل من كان يعتمد عليه في شحن خياله وأحاسيسه نحن ممثلين ومخرجين وكتابا ومصورين وأساتذة وغيرهم من المهووسين بالفن أصدقاء من كل مكان في العراق بدأنا بعد حرب الموصل أول خطوة صدمنا بشكل المصنع وقوانينه وأسلوب العمل فيه هذا لم يكن ما تمنيناه أبدا أغلب المتحكمين بالإنتاجين الرسمي والخاص من جيل واحد يفكرون بالطريقة نفسها رغم أنهم مقسومون إلى قسمين قبل ثلاثة أعوام قررنا الانفصال تماما ومقاطعة أعمال الشركات والمؤسسات الحكومية التي تعمل بهذه الطريقة إذ تعتبرنا منفذين لرؤاها لا أكثر لم نكن نريد مواجهة ما يحصل بالكتابة عنه أو مهاجمته لأن الجمهور في كل موسم درامي كان يشفي غليلنا بردة فعله ضد المتحكمين في السوق الفنية مع وجود استثناءات كما أسلفت بدأت التأليف مع مسلسل كما مات وطن الفكرة مختلفة أيضا في سياق الأفكار التي تناولت انتفاضة تشرين 2019 أهذه انطلاقتك الأولى تخرجت من معهد الفنون الجميلة في البصرة عام 2014 صدرت لي مجموعة مسرحية في العام نفسه بعنوان حفل الافتتاح القصير ثم بدأت كتابة سيناريوهات أفلام قصيرة أنتجها وأخرجها مخرجون سينمائيون في العراق ثم كتبت سيناريوهات مسلسلات عام 2016 وتعاقدت على أول مسلسل تسجيل خروج عام 2018 أعتقد أن مطحنة تشرين العظيمة التي أزالت قشورنا وأخرجت اللب الصالح والطالح وضعتني كجميع الشباب أمام خيارين الهجرة والهرب من جحيم هذا البلد أو بداية جديدة تجعلنا نبنيه لا أقصد بالبناء بناء الوطن كله بل مأسسة عملنا كأفراد وإنشاء مجتمعات صغيرة منظمة يمكنها المساهمة بعد 10 أو 20 سنة في استقرار الوطن لنعيش كما يعيش الناس في فترة تشرين كتبت فكرة حلقة طابق 15 لافتة اعتراض سجلتها كنوع من المشاركة في تشرين كان مقررا إنتاجها وعرضها في ساحة التحرير في الاعتصام لكن العرض تأجل إلى الموسم الرمضاني ما حولها من مجرد لافتة ثورية فنية إلى حلقة تلفزيونية تعرف الناس على كاتب سيناريو جديد كتبت مسلسلات عراقية في السنوات الثلاث الأخيرة ما الذي يجمع بينها من حيث الفكرة هل استطاع الإخراج معالجتها كما تريد العائلة هوس يعشش في خيالي منها تنطلق الأفكار كأني أعادل بين العائلة في الشرق والفرد في الغرب أعتقد أن العائلة تكون شخصية خاصة بها من مجموعة أفراد عكس الفكرة الغربية التي تعامل الفرد على أنه مجموعة شخصيات وأفكار أرى أن العائلة جحيم يحرق خصوصية الفرد وجنة تحمي الفرد من الوحدة والوحشة يشغلني صراع العائلة التي تريد من أفرادها الانصياع للقوانين من أجل سمعة موحدة لجميع أفرادها كما يشغلني الفرد الذي يريد أن يهرب من ذلك كله لكنه يخلق لنفسه عائلة جديدة يتحكم بها ويعيد القصة نفسها تشغلني العائلة السياسية والدينية والعائلة الغنية والعائلة الفقيرة وكل العوائل التي تتصارع مع ذاتها ومع الآخرين أما عن تحقيق المخرجين رؤية الأعمال فنادرا ما تجد مخرجا يفكر بالرؤية العامة أو يهتم بها أغلب المخرجين عند قراءتهم السيناريوهات يهتمون بمشاهد وحوارات وبالشخصية الفلانية والممثل الفلاني طول هذا وقصر ذاك احذف هذا وهات تلك حتى ينتهي العمل ويعرض للمشاهدين فيكون عبارة عن مسلسل للممثل الفلاني أو الممثلة الفلانية بغض النظر عن الفكرة تشترك مع كتاب شباب في الكتابة من خلال غرفة الكتابة ما جدوى هذه الغرفة بالنسبة للكتاب الشباب الجدوى كبيرة في مستويين الأول أن جوهر اختلاف كاتب السيناريو عن كاتب أي جنس أدبي آخر أنه يؤمن بفكرة الصناعة في الدراما والسينما وفي أن المادة الدرامية لا تعبر عن فكر كاتب السيناريو ومشاعره فقط بل إن هناك ممثلا ومخرجا ومصورا وغيرهم هم عناصر فنية أساسية لتكتمل الفكرة هذا يعني أنه ليس ضروريا أن تخرج الأصوات في السيناريو من كاتب واحد ربما يخلق الكاتب الرئيسي الجوهر والسياق والروح العامة للقصة لكنه يحتاج إلى كتاب لتقديم شخصيات يختلف بعضها عن البعض الآخر وتدخل في صراع حقيقي لا ينبع من حاكم واحد هذا يعني أن انعكاس الورشة على النتيجة النهائية إيجابي ويغني القصة لا يزال تسويق المسلسلات العراقية يعاني تلكؤا ما سبب ذلك لأن أغلب المسلسلات العراقية لا تصنع لتشاهد بل تنتج لتوفير منحة أو مبلغ يعتبران مقاولة لإنتاج مشروع سريع السؤال هل نستطيع كتابة قائمة مسلسلات عراقية عظيمة ظلمها التسويق في هذا الزمن هل تفكر في الإخراج أو التأليف للسينما نعم أفكر لكن هذا متروك للزمن خاصة أني أعتقد أن جوهر الاختلاف بين السينما والدراما ليس الإنتاج والسوق فقط بل الموضوع أقصد أن هناك مواضيع ومعالجات لا يمكن تقديمها في الدراما المتسلسلة لكنها تصلح لأن تكون فيلما منذ طفولتي أعشق فكرة المسلسل أميل إلى القصة والبطل الذي يعيش معي أياما طويلة ويقدم لي يوميا خطوة جديدة في القصة نفسها أميل إلى القصص المتسلسلة أكثر من القصص التي ترمي نفسها دفعة واحدة أي كتاب سيناريو في العراق والعالم العربي تتوقف عندهم شاهدت ما أنتجه معظم كتاب السيناريو العراقيين والعرب في سورية ومصر والعراق ولبنان والكويت كنت أتابع ما ينجز وما إن تتوفر المسلسلات والأفلام القديمة على يوتيوب ومنصات أخرى أشاهدها لأتعلم وأفهم الفرق بين كاتب وآخر وبين اتجاه وآخر غالبا يكون الكتاب سبب خلق موجة تيار فني مغاير أركز هنا على كتاب السيناريو فقط وأستثني المخرجين الذين كتبوا أفلامهم وهم كتاب طبعا أعتقد أن تجربة الكتابة والإخراج تختلف عن تجربة التخصص بالكتابة فقط أحب في تجربة وحيد حامد أنه حول كتابة السيناريو إلى مشروع ممتد ولم يكتف بإبداعه على الورق بل تدخل في السوق كان يطلق مشاريع أو يساهم في إطلاقها كما أنه أسس شركته الخاصة للإنتاج واستطاع إنجاز مشروع فني متكامل بأفلام كبيرة ومهمة أحب في أسامة أنور عكاشة الحوار الذي يستخدمه والذي يخرج من أفواه شخصياته فيخلق للناس خيالا يوازي المشهد البصري الفقير أحب في مريم نعوم تبنيها فكرة الورشة وفرض رؤيتها النسائية التي كسرت نمطية المرأة في الدراما إذ كان كتاب ذكور يكتبون غالبية الشخصيات النسائية أتوقف عند تجربة عبد الرحيم كمال الواقعية السحرية المتأثرة بالموروث الغني لغويا وفنيا أحب في تجربة الكاتب السوري سامر رضوان أسلوبه في كتابة الدراما السياسية الملغومة والمؤثرة في الوقت نفسه وأشدد على مؤثرة لأن التجربة العراقية في صناعة دراما سياسية خسرت فكرة التأثير واكتفت بتأثير فكري أما في العراق فأتوقف كثيرا عند النتاج الغزير والغني للكاتب صباح عطوان الذي أحب في نصوصه اعتماده على الحوار باعتباره أداة صراع وحيدة تقريبا أتوقف كثيرا أيضا عند تجربة معاذ يوسف خاصة في بعض أعماله التلفزيونية القصيرة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح