الخاتمة الأعظم كيف كتب أبو إبراهيم فصلا أخيرا في تاريخ البطولة

٢٦ مشاهدة

صدى الساحل - كتب: حسين الشدادي


في عمق مشهد الحياة، هناك لحظات تقف عندها الكلمات عاجزة، عاجزة عن الوصف والتجسيد، تكتفي بالانصهار أمام عظمة الإنسان الذي لا يخضع لأهوال الزمن ولا رهبة الموت.
وإن كان القدر قد كتب خاتمة لكل حياة، فإن خاتمة أبو إبراهيم، أو يحيى كما عرفه مقاتلوه وأحبته، جاءت لتكون درساً في الشجاعة والبطولة، درساً يتجاوز كونه مجرد نهاية رجل شجاع، ليصبح رمزاً لقصة لا تتكرر.
في ذلك اليوم الذي كان من الممكن أن يكون عادياً في ذاكرة الحرب، جاء المشهد الذي لن تنساه أذهان من شاهده أو سمع عنه.
طائرة تصوير تجوب أنقاض منزل مدمر، تبحث عن تفاصيل العدم لتوثق لحظات النهاية، لكن هناك في عمق المشهد ما لم يكن بالحسبان: رجل ملثم، يجلس على كرسي وسط الدمار، جراحه تنزف، ونظره معلق بالسماء.
هذا الرجل، كان يحيى، وقد كتب بدمائه كلمات لا يستطيع أعظم المؤلفين تصورها، ولم يخطر ببال أبرع المخرجين أن يختم قصة بهذه العظمة.
لم يكن الملثم ينظر إلى الطائرة التي ترصد لحظاته الأخيرة بعجز أو خنوع رغم النزيف، رغم الألم، لم تكن عينيه تشعان بأي هزيمة بل بنصف التفاتة، وبنصف عين، استطاع أن يضع نصب عينيه هدفاً: إسقاط الطائرة.
لم يكن يحيى بشراً عادياً، فحرك يده الأخرى، تلك اليد التي لم تزل فيها بقية قوة، والتقط عصاً كانت ملقاة على الأرض رماها نحو الطائرة، وكأنها سهمه الأخير الذي أراد من خلاله أن يبعث رسالة لا يفهمها إلا الأبطال: أنا هنا، ولست منهزماً.
المشهد كان رهيباً، فالموت كان على بُعد لحظات، ويد الموت كانت تمتد له بوضوح ولكن، وكأن هذا الرجل لم يرَ الموت كما يراه بقية البشر كانت شجاعة يحيى تتجاوز حدود الجسد المتعب والجراح الغائرة.
كان في لحظته الأخيرة أسطورة حية، يخاطب السماء والأرض، يخاطب التاريخ، قائلاً: أنا لا أموت، أنا أخلّد نفسي بهذا الفعل.
لك أن تتخيل، في لحظة لم يكن فيها الوقت مناسباً لأي فعل، أن يجلس رجل وينتزع من

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع صدى الساحل لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح