مسرحية إكستازيا الزواج أمام تساؤلات فلسفية
تنبثق إكستازيا على الخشبة بوصفها رحلة عميقة في جسد الإنسان وفكره، حيث تتصارع الرغبة مع القيود، والحب مع الصمت، والتمرد مع الأعراف الاجتماعية المتوارثة. على المسرح تتكشف النفوس في لحظات الرسم والغناء والرقص، فتتحول كل حركةٍ وكل نفسٍ وكل لمحة عين إلى إعلان عن البحث المستمر عن معنى الحياة، عن المتعة الحقيقية وعن الحرية الداخلية التي يظل الإنسان متعطشاً لها رغم خيباته واكتئابه.
المسرحية، التي ألفها وأخرجها الفنان ياسين أحجام، تغوص في أسئلة وجودية شائكة؛ هل أفكارنا ومشاعرنا هي التي تحركنا أم أن الجسد من يمارس سطوته ويملي علينا رغباتنا؟ وكيف تتقاطع الذاكرة مع اللحظة الحاضرة في صياغة الرغبات والأوهام؟ وسط هذا الصراع، تتجلى المرأة في حيويتها وانعتاقها، والزوج في اكتئابه وتردده، لتصير المسرحية مساحةً للبحث عن التوازن بين الحب والجسد والفكر، بين الحرية والواجب، وبين الانسجام والتمرد.
عُرضت هذه التجربة المسرحية أخيراً ضمن فعاليات مهرجان الأردن المسرحي في دورته الثلاثين منذ أيام، وفازت بجوائز أفضل عرض متكامل، وأفضل تأليف موسيقي لياسر الترجماني، وأفضل سينوغرافيا لعبد الحي السغروشني، بعد أن عُرضت نهاية الشهر الماضي ضمن مهرجان ديجون الفرنسي.
عرض يتناول حرية الجسد ومكانة المرأة والصراع النفسي للإنسان
ويجمع العرض بين اللغة الشعرية المكثفة والأداء الجسدي التجريبي، والموسيقى الحية، والبناء الدرامي المتشابك للشخصيات المأزومة.
تسرد المسرحية رحلة أستاذ فلسفة مكتئب (جسده رضا بنعيم)، يغرق في رتابة أيامه ويبحث عن معنى وجوده، مقابل زوجة متمردة (شخصت دورها قدس جندل) تتجلّى فيها الحيوية والانعتاق، وترفض فكرة الإنجاب باحثة فقط عن الحب والمتعة مؤمنة بحرية الاختيار. هذه الثنائية تصنع قلب النص، حيث يواجه كل منهما الآخر في صراع داخلي وخارجي، متشابك بين الرغبة والواجب، وبين الحنين إلى الماضي والبحث عن الحاضر.
المسرحية تقرأ التوتر النفسي والاجتماعي للزوجين اللذين دخلا باب الإدمان، وتقدم المرأة بطلاً فعلياً في مواجهة التردد والاكتئاب والفقد، بينما يظهر الزوج متأرجحاً بين الحنين، والملل ورغبته في الإنجاب، مما يخلق مساحة للتأمل في العلاقة بين الجسد والرغبة والفكر.
السينوغرافيا، التي صاغها
ارسال الخبر الى: