مستشفى شهداء الأقصى آخر مراكز غزة الصحية الكبرى يحتضر
٤٠ مشاهدة
بعد خروج مجمع ناصر الطبي في خانيونس من الخدمة وتوقف العمل في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح بات مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح الملجأ الوحيد للمصابين والجرحى في وسط وجنوب قطاع غزة يعد مستشفى شهداء الأقصى الحكومي المستشفى المركزي الوحيد في محافظة وسط قطاع غزة وهو يوفر الخدمات الطبية لأكثر من مليون نسمة غالبيتهم من النازحين إلى مدينة دير البلح وأربعة مخيمات للاجئين في محيطها وكذا أجزاء من مدينة خانيونس التي خرجت غالبية المراكز الصحية فيها عن الخدمة وتعرض محيط مستشفى شهداء الأقصى لقصف إسرائيلي صباح السبت وتحذر إدارته من كونه يحتضر في ظل عدم التمكن من تأمين الوقود اللازم لتشغيل المولدات إذ يعمل مولد واحد فقط للكهرباء بعد أن كانت هناك أربعة مولدات عاملة رغم الزيادة الكبيرة في أعداد المتوافدين على المستشفى والتي تتجاوز عدة أضعاف طاقته الاستيعابية ويتزامن كل ذلك مع قلة المعدات الطبية والنقص الحاد في المستلزمات والمستهلكات الطبية خصوصا لوازم الطوارئ والعمليات وندرة الأدوية ما ينذر بكارثة صحية تهدد عشرات الجرحى والمرضى والأطفال الخدج في غرف العناية الفائقة وتحت أجهزة التنفس الاصطناعي التي لن تعمل في غياب التيار الكهربائي يوجد في المستشفى أكثر من 700 جريح ومريض بينما لا تتجاوز طاقته الاستيعابية الأصلية 150 سريرا فقط وزيدت طاقة المستشفى إلى 200 سرير في مختلف الأقسام قبل ثلاثة أشهر ثم زود بـ40 سريرا إضافيا عبر منظمات صحية بعد خروج مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس عن الخدمة قبل شهرين مستشفى شهداء الأقصى الوحيد الذي تعمل كامل أقسامه في وسط وجنوب غزة ويتزايد الضغط على مستشفى شهداء الأقصى في ظل كونه الوحيد في وسط وجنوب القطاع الذي يعمل بكامل أقسامه وعياداته ويؤكد الناطق باسم المستشفى خليل الدقران أنه يستقبل يوميا عشرات المصابين من مختلف المناطق والمخيمات في دير البلح وخانيونس وحتى من مدينة رفح وتزايدت الأعداد خلال الأيام الأخيرة مع تكثيف الهجوم الإسرائيلي على مخيمي النصيرات والبريج ويبين الدقران لـالعربي الجديد أن مستشفى شهداء الأقصى في الوقت الحالي هو أكبر مستشفى عامل في قطاع غزة ويجرى داخله العديد من العمليات الجراحية المعقدة يوميا من بينها عمليات بتر أطرف وعمليات في الجمجمة وأخرى لربط الأوردة وعمليات في الأمعاء وأقسام المبيت تجاوزت أربعة أضعاف طاقتها في جميع الأقسام المخاطر تحيط بالمستشفى في ظل وجود أقسام للولادة وأقسام علاج الأطفال وهي من بين الأقسام الحساسة التي تعمل بطاقة زائدة عن طاقتها الاستيعابية وهناك الكثير من عمليات الولادة القيصرية وعمليات ولادة مبكرة نتيجة ظروف النزوح المتكرر وبعضهن يفقدن أجنتهن يضيف مؤخرا جرى تحويل جميع الحالات الخطرة والعمليات الطارئة إلى مستشفى شهداء الأقصى كونه يتوسط قطاع غزة والاحتلال دمر المستشفيات والمراكز الطبية الكبرى الأخرى أو أخرجها من الخدمة والمستشفى يخدم حاليا نحو مليون ومائتي ألف من النازحين إلى المناطق الأكثر اكتظاظا في قطاع غزة لكنه يعاني من نقص حاد في الأدوات والأدوية خصوصا تطعيمات الأطفال وقامت إدارة المستشفى بوضع خيام لاستقبال حالات الطوارئ خارج ساحة المستشفى حتى تتولى إسعاف المصابين الذين يحتاجون إلى إجراءات طبية لا تستدعي دخول قسم الطوارئ الداخلي لكن أصبحت تكتظ بالمصابين الذين يضطرون إلى البقاء على الأرض لساعات قبل أن يتلقوا العلاج ويوضح الدقران بعض الجرحى يفارقون الحياة نتيجة عدم قدرة الطواقم الطبية على تقديم العلاج اللازم لهم بسبب ازدحام المستشفى بالإصابات الخطيرة وهناك اختلاط بين فئات المرضى والجرحى وهذا وفق البروتوكولات الصحية أمر خطير كما أن المستشفى يكتظ بالأطفال المصابين بأمراض معدية مختلفة ونطالب بسرعة وصول الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية اللازمة لعلاج الأطفال لتجنب كارثة صحية فنحن على أعتاب أزمة كبيرة قد توقع أعداد وفيات غير مسبوقة داخل المستشفى بسبب تأخر العلاج بدوره يقول طبيب الأعصاب محمد حسين من مستشفى شهداء الأقصى إن جميع الأطباء يعملون في نطاقات تتجاوز تخصصاتهم والجميع باتوا يشرفون على حالات جرحى بحاجة إلى رعاية صحية أولية ومتابعة طبيب عام ويوضح أن الطبيب الواحد في المستشفى يشرف على ما لا يقل عن 30 جريحا ومريضا في اليوم فضلا عن الحالات التي تحضر للعلاج الدوري ثم تغادر المستشفى ويوضح حسين لـالعربي الجديد أن إدارة المستشفى تتخذ في بعض الأيام قرارا اضطراريا بتأجيل العمليات الجراحية لعدد من الجرحى والمرضى رغم الإدراك التام للمخاطر التي قد تلحق بهم نتيجة التأجيل لكن ذلك يكون بسبب توافد عشرات الجرحى في وقت واحد من جراء المجازر الإسرائيلية المتكررة فحينها تصنف حالات الجرحى مستعجلة ولا يمكن عندها إلا العمل على إنقاذ حياتهم في لحظة دخولهم عبر نقلهم إلى غرف العمليات وبات هذا يتكرر كثيرا خلال الأيام العشرة الأخيرة وهناك عمليات جراحية تجرى في الخيام بسبب امتلاء غرف العمليات وبعض الحالات التي تدخل في غيبوبة لا يمكننا نقلها سريعا إلى الغرف أو أقسام المبيت أو العناية المركزة ونحاول دائما اتباع البروتوكول الصحي كي نحافظ على حياتهم وهذا يدفعنا إلى تأجيل العمليات المجدولة يضيف هناك عمليات جراحية يمكن لأصحابها الانتظار وفق تقييم يجرى لهم بعد موافقة الطاقم الطبي لكن هذا لا يخلو من صعوبات بالنسبة للجريح الذي يعاني من الآلام والذي لا يتلقى في العادة علاجا كافيا ما يجعل الطاقم الطبي يعيش حالة من الضغط النفسي والمهني فبعض الحالات لا تستطيع الانتظار وأتوقع أن تكون هناك وفيات كثيرة داخل المستشفى خلال الأيام القادمة ما لم يوقف العدوان وتدخل مساعدات كافية للمستشفيات ويؤكد الجريح ساهر مصلح أن مشكلات علاج الجرحى تبدأ حين ينقلون إلى المستشفى فيبقون على الأرض ساعة أو ساعتين قبل أن يوضعوا على أحد الأسرة ويبدأ في علاجهم وفي كثير من الأحيان تتحول أرضية قسم الطوارئ في المستشفى إلى بركة من الدماء أصيب مصلح بجروح في الرأس وتمزق في الساق وحروق في الظهر في قصف إسرائيلي على منزل نزح إليه في مخيم النصيرات في الرابع من يونيو حزيران الماضي وعندها عاينه عناصر الدفاع المدني ثم حضر أشخاص متطوعون للمساعدة في نقل المصابين إلى العيادات الصحية القريبة لكن إصابته كانت تحتاج إلى نقله إلى مستشفى وجرى نقله إلى المستشفى على عربة يجرها حمار لأن سيارة الإسعاف حين وصلت اضطرت إلى نقل الإصابات الأشد خطورة وعندما وصل إلى المستشفى شاهد الكثير من الجرحى الذين يطلبون الإغاثة من الطواقم الطبية المشغولة يقول مصلح لـالعربي الجديد أعاني من جراء الإصابة في ظهري وقد اضطررت إلى المبيت في الخيمة الخارجية بالمستشفى التي تضم أسرة طبية خصصت للجرحى الذين لا تصنف حالاتهم خطيرة مثلي لكني أشعر بآلام شديدة ولا أحصل سوى على علاج محدود لا يكفي لتخفيف الألم وأعاني من ارتفاع درجات الحرارة في الخيمة وكلما حاولت الحديث مع الأطباء يخبرونني أنه لا توجد أماكن للمبيت داخل المستشفى الممتلئ تماما بدوره أصيب محمد بركة في يده اليمنى خلال قصف إسرائيلي على شرق دير البلح قبل أسبوع واضطر بعد عملية جراحية لبتر يده إلى البقاء في الخيام الخارجية لاستكمال تلقي العلاج وهو لا يحصل سوى على مسكنات ألم خفيفة ومضادات حيوية ضعيفة يقول بركة لـالعربي الجديد قبل إصابتي كنت أحضر إلى المستشفى كثيرا إذ كنت من بين المتطوعين لنقل الجرحى لكن الأوضاع حاليا أسوأ كثيرا فالمستشفى أصبح مكانا خطيرا وبعد يومين من إجراء عملية البتر عدت إلى خيمة قريبة من منزلي المدمر وأنتظر الحصول على العلاج كما أنتظر الحل من عند الله فليس هناك مغيث غيره وأنا لا أثق بالمجتمع الدولي فهم إما مشاركون في جرائم الاحتلال بالدعم أو الصمت أو يكتفون بالشجب والتنديد من دون فعل حقيقي