مراكز البيانات ما أهميتها في اقتصاد الذكاء الاصطناعي وكيف تعمل
يتزايد نفوذ قطاع الذكاء الاصطناعي والأنشطة المرتبطة به في الاقتصاد العالمي، خاصة الأميركي، إلى الدرجة التي تدفع مراقبين كثيرين في القطاع وفي الأسواق من التحذير من مغبة فقاعة على غرار ما حدث مع فورة الدوت كوم أوائل الألفية الثالثة. ولأن حدوث ذلك من عدمه يظل في رحم الغيب، فلا يتوقف المستثمرون عن ضخ المزيد من الأموال في هذا القطاع، خاصة في مراكز البيانات Data Centres التي تمثل عموده الفقري، فيما تتسابق كبرى الشركات المتخصصة على تأسيس المزيد منها وبتكلفة مبالغ فيها. فما هي مراكز البيانات ولماذا تمثل هذا المستوى من الأهمية في اقتصاد الذكاء الاصطناعي؟
مركز البيانات هو منشأة متخصصة فائقة التقنية صُممت لتخزين وإدارة وتوزيع كميات هائلة من المعلومات الرقمية. يعمل مثل مركز الأعصاب لعالمنا الرقمي، حيث يضم الأجهزة والبرمجيات التي تمكّن عمل خدمات الحوسبة السحابية، والبث المباشر، والمواقع الإلكترونية، وتطبيقات الهواتف المحمولة، وحتى الذكاء الاصطناعي. يمكنك تصوره مستودعاً فعلياً للخدمات الرقمية، فوراء كل عملية بحث على غوغل، أو مشاهدة فيلم على نتفليكس، أو محادثة مع تطبيق تشات جي بي تي، يوجد مركز بيانات يعالج الطلب في غضون أجزاء من الثانية.
تعود بدايات مراكز البيانات إلى الأربعينيات من القرن العشرين. يُعد حاسوب الجيش الأميركي ENIAC، الذي اكتمل بناؤه عام 1945 في جامعة بنسلفانيا، مثالاً مبكراً على مركز بيانات يتطلب مساحة واسعة لاستيعاب آلاته الضخمة. لكن بمرور الوقت، أصبحت أجهزة الكمبيوتر أصغر حجماً وأكثر كفاءة، فلم تعد بحاجة لمساحة مكانية شاسعة. في التسعينيات، ظهرت الحواسيب الدقيقة، التي بدأت تملأ غرف الحواسيب المركزية القديمة وأصبحت تُعرف باسم الخوادم (Servers)، وتحولت تلك الغرف إلى ما يُعرف باسم مراكز البيانات (Data Centers).
وقد شهدت بدايات العقد الأول من الألفية الجديدة ظهور الحوسبة السحابية (Cloud Computing)، التي أحدثت تحولاً كبيراً في مشهد مراكز البيانات التقليدية. تتيح الخدمات السحابية للمؤسسات الوصول إلى الموارد الحاسوبية عند الطلب عبر الإنترنت، مع نموذج دفع حسب الاستخدام، ما يوفر مرونة لتوسيع الموارد أو تقليصها حسب الحاجة.
في عام
ارسال الخبر الى: