مدينة تحت الأرض اكتشاف عالم خفي يضم عشرات الآلاف من العناكب
31 مشاهدة
في أعماق الأرض حيث لا تصل أشعة الشمس نسجت العناكب عالما يفوق الخيال مدينة ضخمة تتشابك فيها الخيوط كأنها شبكة حياة كاملة يسكنها أكثر من 100 ألف عنكبوت من نوعين مختلفين يتقاسمون المساحة في وئام مدهش لا يشبه عالمهم المعروف على السطح الشبكة المكتشفة حديثا داخل كهف يقع على الحدود بين ألبانيا واليونان عبارة عن هيكل ضخم يمتد على مساحة 100 متر مربع وتضم مستعمرة من نحو 69 ألف عنكبوت منزلي يعرف أيضا باسم نساج قمع الحظائر أو تيجيناريا دوميستيكا إلى جانب 42 ألف عنكبوت من نوع برينيريجون فاغانس وهو أحد أنواع العناكب النساجة الشاردة ومن المعروف أن العناكب الاجتماعية تصنع شبكات جماعية قد تستضيف الآلاف منها وإنما العثور على شبكة عملاقة يسكنها نوع من العناكب التي تعيش عادة بمفردها يعد أمرا نادرا جدا والأكثر فرادة أن الباحثين لم يسبق أن وثقوا شبكة تعاونية تجمع أفرادا من أنواع مختلفة ومتعددة ظهرت ملامح هذا الاكتشاف عام 2022 حين رصد المستكشفون الشبكة العملاقة خلال مسح للحياة البرية تحت الأرض وقد أبلغوا الباحثين عن مدينة العناكب العملاقة فنظمت زيارات عدة إلى الكهف الذي يقع مدخله في اليونان بينما تمتد أجزاؤه العميقة داخل ألبانيا لدراسته اختبر الباحثون عينات من الحمض النووي لتأكيد هوية الأنواع التي نسجت الشبكة وأكثر ما أثار دهشتهم أن كلا النوعين الموجودين فيها يعد من الأنواع المنفردة التي لا تتشارك الشبكات عادة وكتبوا في دراسة نشرتها مجلة علم الأحياء التحت أرضية ونقلتها الإندبندنت أكثر ما يلفت في هذا الكهف هو شبكة العناكب الاستعمارية الكبيرة التي تغطي ما يقدر بنحو 100 متر مربع من جدار الكهف وتضم 69 ألف عينة من تيجيناريا دوميستيكا و42 ألف عينة من برينيريجون فاغانس وأشاروا إلى أن كلا النوعين من الأنواع السطحية التي لم يبلغ سابقا عن تكوينها مستعمرات وتشير الأدلة الجزيئية إلى أن سكان كهف الكبريت لا تتبادل الأفراد مع السطح وقيم الباحثون كيفية بقاء العناكب على قيد الحياة في الظروف القاسية داخل الكهف دون ضوء الشمس ومع وجود مستويات مرتفعة من غاز كبريتيد الهيدروجين السام وخلصوا إلى أن المايكروبات التي تزدهر في نظام الكهوف تستهلك من البراغيش الصغيرة التي تعلق بدورها في الشبكة العملاقة فتوفر مصدرا غذائيا وفيرا للعناكب وكتب العلماء من المرجح أن استعمار كهف الكبريت من عناكب تيجيناريا دوميستيكا كان مدفوعا بوفرة الموارد الغذائية التي تمثلها أسراب البراغيش الكثيفة التي تزدهر في الكهف وأظهر تحليل الحمض النووي أن العناكب تختلف عن أقاربها خارج الكهف ما يشير إلى أنها تكيفت مع بيئته الفريدة ويشتبه العلماء في أن قلة الضوء داخل الكهف قد مكنت الأنواع الأصغر من عناكب برينيريجون فاغانس من العيش بين عناكب قمع الحظائر دون أن تثير انتباهها
ارسال الخبر الى: